اختتمت في موسكو اول من امس أعمال الدورة الثامنة للجنة الحكومية السورية - الروسية للتعاون العلمي والفني والتجاري والاقتصادي بالتوقيع على جملة من الاتفاقات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم حول التعاون بين وزارات ومؤسسات وشركات البلدين في جميع المجالات الحيوية للاقتصاد الوطني. وكان لافتاً ان الجانب الروسي رفع مستوى تمثيله في اللجنة الى نائب رئيس الوزراء. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن ممثلي الجانبين تأكيدهم «الطابع الودي وجو الصداقة الذي جرت فيه أعمال الدورة الحالية للجنة الحكومية المشتركة ومواقف التفاهم والمرونة التي أبداها الجانب الروسي بما يخدم ويعزز تطوير العلاقات الثنائية القائمة على أسس الصداقة العريقة والنفع المتبادل بين البلدين». ووقع البروتوكول النهائي للاجتماع وزير المال السوري الدكتور محمد جليلاتي ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر خلوبونين. كما وقع معاون وزير الخارجية والمغتربين عبدالفتاح عمورة والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون دول الرابطة المستقلة قسطنطين كوساتشوف اتفاقاً لتأسيس مراكز ثقافية في البلدين وتحديد أنشطتها. وقال جليلاتي ان أهم النقاط التي تضمنها البروتوكول «تتمثل في إقامة العديد من المشاريع في جميع المجالات الاقتصادية في سورية وتوقيع المزيد من الاتفاقات الهادفة إلى تطوير العلاقات وإلى الافادة من الخبرات المالية والإدارية والفنية الروسية في مجال تطوير الاقتصاد السوري، وحصلنا على وعود من الجانب الروسي بمشاركته الفعالة في تنفيذ هذه المشاريع الحيوية والمهمة الهادفة لزيادة معدلات النمو الاقتصادي في سورية». من جهته، قال خلوبونين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «رفع مستوى تمثيل الجانب الروسي في اللجنة إلى مستوى نائب رئيس الوزراء خصيصاً للتأكيد على أهمية التعاون العلمي المشترك وزيادة هذا التعاون بين دولتينا في المستقبل». واضاف: «وقعنا على البروتوكول النهائي للدورة الثامنة للجنة الحكومية المشتركة الذي ينص على خطوات وبرامج ملموسة ومحددة لتطوير تعاوننا المشترك وتعاملنا الاقتصادي في مجالات الطاقة والوقود والكهرباء والتكنولوجيا الحديثة والجوانب الإنسانية والكثير من المجالات الأخرى التي نعتزم زيادة وتعزيز أحجام التعاون الثنائي فيها»، لافتاً الى ان سورية «تعيش وضعاً معقداً نتيجة للعقوبات المفروضة عليها التي تعرقل تطوير الدولة بصورة طبيعية، لكننا أكدنا من جانب آخر أن روسيا تمسكت وتتمسك بموقعها الوحيد الدائم والداعم لسورية وقيادتها والتشديد على وجوب حل جميع النزاعات في الأراضي السورية من قبل الشعب السوري وحده على وجه الحصر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية بأي شكل من الأشكال من قبل دول أخرى». وأعرب كوساتشوف عن الأمل بأن ينفذ المركز الثقافي الروسي في دمشق والمركز الثقافي السوري في موسكو «الذي نأمل بافتتاحه قريباً في العاصمة الروسية مهمات ملموسة وليست مصطنعة لتعزيز العلاقات الثقافية بين شعبي البلدين»، مؤكداً أن «كل ذلك ينطوي على أهمية كبيرة لتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية، إذ لا يجوز الاقتصار على جهود القادة والوزراء والمسؤولين الرسميين ولا بد من أن ينخرط ممثلو المجتمع المدني في البلدين في هذه العمليات بما يعود بزيادة فعالية ومردود المشاريع المشتركة في المجالات العلمية والتعليمية والثقافية وهذا ما يشكل بدوره آلية إضافية لتوطيد وتعزيز التعاون بين البلدين في ظروف الأزمة والمضي قدماً في التعاون السياسي والاقتصادي».