يمارس الناقد لدينا أسلوب النقد بمحاذير كبيرة، ويحاول ممارسة النقد بطريقة البيضة والحجرة للحساسية المفرطة لدى الأندية من أي نقد، بل إن الأندية تنظر لاسم الكاتب قبل قراءة مقاله ومن خلال الاسم تحدد قناعتها في قبول أو رفض ما يطرحه. هذا الفكر الضيق عند الأندية وهذه الحساسية المفرطة عند أنصار الأندية أجبر الكثير من النقاد على اتخاذ مسارين لا ثالث لهما، إما أن يكتب دائماً عن ناديه المفضل، ويترك بقية الأندية، وإما أن يمسك بيد قلم وبالأخرى طبلة وفي كلا الحالتين يعتبر المنهج النقدي قاصراً، بل مفلس ولا يشجع على البقاء. بعض الأندية تقبل بالنقد وبعضها تعلق شعار «ممنوع اللمس وممنوع الاقتراب» ومن الأندية التي تقبل بالطرح مهما كان مصدره نادي الهلال، فقد تطرقت للشأن الهلالي في مناسبات عدة وعلى رغم هذا لم أجد ذلك الانفلات العصبي وتلك التلويحات التي تصل للتهديد من أندية أخرى، بل إن آخر مقال كتبته عن الهلال كان بعنوان: «قائمة الهلال السوداء»، وانتقدت أسلوب التصنيف الذي ينتهجه صناع القرار في الهلال حتى وصل الأمر إلى تحديد قائمة سوداء للقنوات الفضائية والصحف المبعدة أو التي لا يشملها التعاون الآني. وعلى رغم هذا الطرح المزعج، فقد تلقيت ردود توضيحية من زملاء صحافيين أعتزّ بفكرهم ومنهجيتهم ولم أتلق أي رد فعل من أية شخصية هلالية، وهذا أحد أسرار عظمة نادي الهلال على مر التاريخ. بكل الجوخ والتلميع الذي لا يودي ولا يجيب أطرح سؤال بريء للغاية خال من المكر والدهاء وهو هل الهلال خال من الأخطاء؟ الأندية التي تعمل تصيب وتخطئ وهذا أمر طبيعي، وفي كل نادي سلبيات وإيجابيات والهلال مثله مثل غيره لكن أخطاء الهلال دائماً تحتد المجهر، لأنه نادي جماهيري. «أخطاء الهلال» على رغم كل الإشادات بعمل الإدارة الحالية برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد هي في تشتيت العمل القيادي الإداري إلى درجة عزل فرق النادي عن بعضها وعزل البقية عن مجلس الإدارة الحالي وهذا الكلام قد لا يعجب الإدارة لكن هذا هو الواقع، فالذي نعرفه أن الإشراف على القطاعات السنية للعضو الشرفي الأمير بندر بن محمد والإشراف على فرق الطائرة للعضو الشرفي الأمير خالد بن طلال، ولذا نجد أن هذه الفرق في عزلة تامة عن الإدارة، بل إن الإدارة آخر من يعلم عن أوضاع هذه الفرق، وهي جزء من الكيان الهلالي الكبير. العمل المثالي الذي يجب أن يسير عليه الهلال، هو توحيد العمل بحيث يكون دور العضو الشرفي تقديم الموازنة المطلوبة لكل فريق وتقوم الإدارة بتسلم الموازنة وأدرجها مالياً، بحسب اللوائح وأشهر ذلك إعلامياً كحق أدبي للعضو الداعم، وعلى الإدارة متابعة الصرف والبرامج التحضيرية ومباريات كل فريق وتسديد الفنادق، إذا أرادوا العمل الإداري المثالي. [email protected]