ا ف ب - بدا المصريون الجمعة فخورين بتمكنهم اخيرا من الاقتراع بحرية في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، وان كان بعضهم يشعر بالقلق من احتمال نشوب صراعات عنيفة في الجولة الثانية نتيجة المواجهة بين مرشح اخواني واخر من النظام السابق. فقد اشارت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الى ان النتائج الاولية تظهر تصدر مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي السباق الرئاسي بحصوله على مليون و800 الف صوت يليه احمد شفيق، اخر رئيس وزراء في عهد مبارك، مع مليون و780 الف صوت اما المفاجاة فكانت احتلال المرشح الناصري القومي حمدين صباحي المركز الثالث مع مليون 640 الف صوت. ويقول عبد الله رزق (25 عاما) لدى خروجه من المسجد بعد اداء صلاة الجمعة "ليس لدي اي اعتراض على احد طالما كانت الانتخابات نزيهة. لا شك في ان هناك مرشحين افضل من غيرهم لكنني ساقبل بالفائز ايا كان". عبد الله اعطى صوته لصباحي. لكن المصريين "سيتقبلون اي نتيجة" تاتي بها الصناديق كما يؤكد. على مقربة منه يبدي حسن محمد يوسف المدرس في كلية الحقوق جامعة القاهرة الذي يؤيد الاخوان المسلمين سعادته بتصدر مرسي لكنه غير راض عن ان يكون منافسه في الجولة الثانية احمد شفيق الذي يجسد في نظره النظام السابق. ويقول حسن اسفا "المشكلة هي ان شفيق لديه الكثير من الاصوات وهذا يظهر ان الشعب المصري ما زال شعبا جاهلا". لكن بعض المتجمعين حوله ابدوا استنكارهم الشديد لهذا الراي وانبرى احدهم قائلا "كيف تقول ان الشعب المصري جاهل. الجاهل هو انت". ويرد عليه حسن بجفاء "لدي الحق في ان اقول ما اعتقد. اين هو التغيير في عقلية الناس؟ النظام السابق حكمنا ثلاثين عاما والان انظروا الى اين اوصلنا ذلك". وأضاف حسن المؤيد لجماعة الاخوان "الخيار اصبح واضحا الان: اما ان نعود الى عهد السرقة والفساد والجهل ام نفتح الطريق الى الكرامة والحرية والعدالة". وفي ميدان التحرير، رمز الثورة التي اطاحت الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، كانت حركة المرور الجمعة، يوم العطلة الرسمية، انسيابية الى حد ولا يعترضها قليلا سوى بضعة متظاهرين معارضين لشفيق. ويرى بعضهم في وجود شفيق في الجولة الثانية دليلاً على حدوث شراء للاصوات، بينما يندد اخرون بدعم خفي من الجيش لهذا العسكري السابق الذي كان قائدا للقوات الجوية. الا ان بيتر عادل، وهو محاسب قبطي في الثالثة والثلاثين، لا يخفي تأييده لرئيس حكومة مبارك الاسبق معتبراً انه افضل شخص يمكن ان يمنع الاسلاميين من بسط سيطرتهم على جميع سلطات الدولة بعد ان هيمنوا بالفعل على البرلمان. ويقول عادل "الاخوان المسلمون يريدون تقسيمنا، ولم يفعلوا اي شيء لمصر. ما يريدونه هو دولة اسلامية لا مكان فيها للمسيحيين".