يعد حي الحرازات شرقي جدة مثالاً واضحاً للعشوائية، فالمكان لا تتوافر بداخله مقومات الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء باعتبار مخططاته السكنية غير رسمية لعدم وجود تصاريح المؤسسات الحكومية المعنية. والإنسان الذي يقطن الحي دخل برضاه في قائمة «العشوائية» جراء بحثه عن سكن بسعر مناسب في ظل ارتفاع أسعار العقارات في عروس البحر الأحمر، لكنه وجد نفسه أخيراً، يواجه انبعاثات سامة، ومشروع تطوير سيبدل وجه الحي من حال إلى حال بإزالة منازلهم، ولا يمكن نسيان ما خلفته كارثة جدة من بصمة في نفوس وأذهان الساكنين. وتسببت الحرائق المتتالية في مرمى النفايات المجاور لحي الحرازات شرقي جدة، في إثارة مخاوف السكان من وقوع كارثة بيئية جراء انتشار الغازات السامة الناجمة عن النيران في سماء الحي. وأكد المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني ل «الحياة» عن عدم مطابقة المرمى للاشتراطات والمواصفات، موضحاً أن الرئاسة طالبت تفريغ المرمى من غاز الميثانين. وقال القحطاني إن استخدام «غاز الميثانين» في مرمى النفايات يتسبب في وقوع انفجارات في باطن الأرض تؤدي إلى اندلاع الحرائق، وانتشار الانبعاثات السامة. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان ل «الحياة» أن موقع مرمى النفايات الذي وقع فيه الحريق تم تسليمه إلى أمانة جدة للتعامل مع الملاحظات المرصودة عليه، معتبراً أن انبعاث الدخان السام ناتج عن احتواء المرمى على نفايات بلاستيكية. بدوره، أكد نائب رئيس المجلس البلدي في جدة عبدالله المحمدي ل «الحياة» تقديم ملاحظات ومطالبات سكان حي الحرازات شرقي جدة إلى أمانة جدة لحلها. وقال المحمدي إن المجلس اجتمع مع سكان الحرازات أخيراً، للاستماع إلى مطالبهم، وتم نقلها إلى أمانة جدة عبر اجتماع انعقد بين الجهتين.