دكار، باماكو - أ ف ب - دعا زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الجزائري عبدالمالك دروكدال الملقب ب «أبو مصعب عبدالودود»، في نصائح وجهها إلى مقاتليه الذين يسيطرون على أجزاء من شمال مالي ورصدها موقع «سايت» الأميركي المختص في مراقبة نشاط الإسلاميين على الإنترنت، إلى فرض الشريعة «تدريجاً». وأشاد دروكدال في شريط صوتي مدته 12 دقيقة بثه موقع «صحراء ميديا» ومقره موريتانيا ب «الانتصار التاريخي» لمقاتليه في شمال مالي الذي يسيطر عليه التنظيم بالتعاون مع جماعات مسلحة أخرى منذ نهاية آذار (مارس) الماضي، وحضهم على عدم التفريط بفرصة إنشاء دولة إسلامية في هذه المنطقة. ووجه إليهم 8 نصائح لتحقيق ذلك بينها تجنب «الغرور» وتطبيق الشريعة الإسلامية «تدريجاً»، مؤكداً أن «فرض الشريعة لا يقتصر على معاقبة الناس، بل إنه أوسع بكثير من ذلك، فيما من الخطأ فرض كل قوانين الإسلام دفعة واحدة». وشدد دروكدال على أن إغلاق «بؤر المخدرات والكحول والدعارة لا يحتمل الانتظار»، ونصح بتوفير «الأمان» لسكان مدن تمبكتو وغاو وكيدال، والخدمات الأساسية مثل الصحة والغذاء والماء والكهرباء والغاز والوقود. العلاقة مع الطوارق وفي شأن التعامل مع «الحركة الوطنية لتحرير ازواد» (الطوارق)، وهي حركة علمانية في شمال مالي، دعا دروكدال إلى «تفادي الاستفزازات» و «التعاون من أجل إقامة قوانين مشتركة ورفض النزاعات التي لا تخدم مصلحة أحد». كذلك، أوصى حركة «أنصار الدين» التي تشارك في السيطرة على الشمال بترك «مشروع فرض الشريعة» والاهتمام ب «نشاطات الجهاد الشامل في بلاد المغرب الإسلامي». وأنشأ «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذي تأسس في الجزائر، قواعد خلفية في شمال مالي ينطلق منها لتنفيذ عمليات في بلدان أخرى في الساحل الصحراوي، خصوصاً النيجر وموريتانيا. وفي باماكو، استعد أنصار قائد انقلابيي 22 آذار الكابتن أمادو سانوغو لتنصيبه «رئيساً للمرحلة الانتقالية»، بدلاً من ديونكوندا تراوري الذي توجه إلى باريس لإجراء فحوص طبية، وذلك بعد أيام على تعرضه للضرب الاثنين في مكتبه على أيدي متظاهرين غاضبين من تعيينه. وقال محمد تابوري، العضو في تنسيقية المنظمات الوطنية في مالي المؤيدة للانقلاب: «سنطلب من الكابتن سانوغو الاستعداد للإقامة في كولوبا» مقر المجمع الرئاسي قرب باماكو. وانتهت الثلثاء مهلة الأربعين يوماً المحددة في الدستور لولاية رئيس المرحلة الانتقالية الذي نصب في 12 نيسان (أبريل)، لكن الكابتن سانوغو والحكومة الانتقالية ووسطاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا اتفقوا الأحد على تحديد الفترة الانتقالية بسنة، واستمرار تراوري رئيساً انتقالياً، مع منح سانوغو وضع رئيس دولة سابق يتمتع بكل امتيازات المنصب وعلاواته والسكن والحراس والسيارة.