قال رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ان «المس بالجيش اللبناني هو مسّ بوحدة لبنان»، وأضاف خلال لقائه الاعلاميين المعتمدين في المجلس لمناسبة عيد المقاومة والتحرير ان «الجيش هو اكثر من خط أحمر، وان هناك مصلحة لكل اللبنانيين في الحفاظ على الجيش بعيداً من المناحرات والتنابذ السياسي». واضاف: «قد تكون هناك ملاحظة من هنا او هناك، وهناك ايضا مراجعات قانونية وادارية من خلال قيادة الجيش لمعالجة الامور، وقد اثبت الجيش حتى في المجريات الاخيرة انه هو من يبدأ التحقيقات». وعن الاتصالات من أجل الافراج عن الذين خطفوا في حلب قال: «هناك اتصالات كثيرة أُجريت وتجرى بدءاً من فخامة الرئيس(ميشال سليمان) ودولة الرئيس (نجيب ميقاتي) ووزير الخارجية وكذلك من الرئيس سعد الحريري ومن قيادات واطراف عدة، وان شاء الله تؤدي اليوم قبل الغد الى نتائج ايجابية»، مؤكداً ان «الطرف الذي اقدم على الخطف اصبح معروفاً وهو المعارضة السورية». وعن التطورات الجارية قال: «عندما قلنا ان ننأى بنفسنا عما يجري في سورية كنا متأكدين من ان لبنان لا يستطيع ان يؤثر في مجريات ما يحصل فيها، لكنه بالتأكيد يتأثر بها. حصلت هجمة على هذا الكلام، لكن الأيام اثبتت ان هذا يشكل خطراً محدقاًًًً بلبنان واللبنانيين. من هنا أتى كلام (خادم الحرمين الشريفين) الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي هو في منتهى الدقة يؤكد النأي بالنفس عن الازمة السورية خصوصا». ورأى في رسالة الملك عبدالله الى رئيس الجمهورية «مضموناً إيجابياً يؤكد ضرورة التنبه لمخاطر ما يجري على الساحة اللبنانية وأهمية الحوار الوطني»، ملاحظاً أيضاً تأكيد الرسالة لسياسة النأي التي تنتهجها الحكومة. واضاف: «قبل ان يحصل ما حصل في الشمال استعدنا مجدداً الدعوة الى الحوار وتعجب البعض من ذلك، فلو مشينا بما دعونا اليه لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه. لقد كان المطلوب اكثر من الشمال، كان المطلوب ان تمتد الامور الى مناطق اخرى، لا بل ايضا اللعب على العنصر الفلسطيني، وتنبه اخوتنا الفلسطينيون لهذا الامر، كما لاحظه اللبنانيون جميعا عندما جرى اقفال الطرق خارج الشمال وضمن اطر معينة. ومرة اخرى جاء الكلام السعودي الذي يقول بالعودة الى الحوار». وسأل: «هل الانتقادات لرسالة السفير السوري بشار الجعفري يجب ان تترجم فتنة على الارض؟». وفي شأن المواقف والتحركات لإسقاط الحكومة قال: «نحن مع أن تأخذ اللعبة الديموقراطية مداها، لكن عندما تتجاوز مداها الديموقراطي يكون الخطر، وهنا أريد أن أقول المهم ان تصدق الحكومة نفسها». واذ دعا الى «عدم التفكير في تأجيل الانتخابات النيابية»، قال: «هناك من بدأ موضوع الانتخابات في شكل مبكر جداً، وهناك من يعمل في شكل مخلص لإيجاد قانون انتخابات وهناك من له أهداف أخرى». وحول كيفية الدعوة الى الحوار ومواضيعه قال: «هذا في يد رئيس الجمهورية وليس في يدي، فعندما أطلقت اول حوار كانت هناك ظروف مختلفة، لكن في دعوتي الأخيرة كنت واضحاً لجهة ان يكون برئاسته وفي القصر الجمهوري». وعما اذا كان الاتصال مع الرئيس سعد الحريري تناول غير قضية المخطوفين في حلب، قال: «حصل أكثر من اتصال بيننا ودارت حول قضية المخطوفين». وعن طلبات تشكيل لجان تحقيق برلمانية قال: «تسلمت اليوم(امس) ايضاً اقتراحين لتشكيل لجنتي تحقيق برلمانيتين، وهناك طلبان لتشكيل لجان تحقيق من نواب وكتل نيابية عدة. كنت أنوي الدعوة الى عقد جلسة تشريعية عامة في 30 و31 الجاري، لكن بسبب عدم وجود مشاريع قوانين كافية وبعد الذي حصل أخيراً عدلت عن ذلك وستكون هناك جلسة الاربعاء المقبل ككل شهر لرؤساء اللجان ومقرريها وهيئة مكتب المجلس». رسالة عيد المقاومة والتحرير وكان بري هنأ اللبنانيين في عيد المقاومة والتحرير وتمنى في بيان ان «يعيده علينا بترسيخ وحدتنا الوطنية وبتأكيد حفظ سيادتنا وحماية حدودنا وبتمكيننا من وقف الخروق الاسرائيلية وبإستكمال تحرير الاجزاء العزيزة من ارضنا في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا». ورأى ان المناسبة يجب ان تشكل حافزاً لترسيخ الاولويات الوطنية انطلاقاً من «التوصل الى ترسيم حدودنا البحرية بما يحفظ حقوقنا الوطنية في ثرواتنا البحرية وبمنع اي تعد اسرائيلي او استثمار للمنطقة الاقتصادية الخالصة». ولفت الى ان «هذا العيد الوطني يأتي في لحظة سياسية ضاغطة بالتوترات الهادفة لجر لبنان الى الفتنة ونقل عدوى العنف الذي ضرب ويضرب عدداً من الساحات العربية بهدف اعادة لبنان سنوات الى الوراء وبما يذكر بالحروب الصغيرة الدامية التي ادت الى الكثير من الموت والخراب والدماء ما يستدعي من جميع القوى تحمل مسؤولياتها لحفظ السلم الاهلي ومنع تجاوز الخطوط الحمر المؤدية الى الفتنة وادخال لبنان في الفوضى». واضاف: «ان الدروس والعبر المستفادة من الحروب الصغيرة والكبيرة التي عصفت بلبنان وكذلك حالات التوتر التي وضعت اللبنانيين على خطوط تماس يجب ان تستدعي الجميع الى بحث وسائل الحوار والوفاق وتعميق عناصر الوحدة وتعزيز القاعدة الذهبية التي ارتكزنا اليها في تحرير معظم ارضنا المحتلة، ومن كانت اسرائيل عدواً له فهي عدو كاف». ورأى ان عيد المقاومة والتحرير يجب ان «يشكل حافزاً للالتفاف حول جيشنا الوطني ومده بالسلاح والعتاد والعديد اللازم من اجل ان يتمكن من حفظ السيادة الوطنية وكذلك تولي مهمة الامن»، معتبراً ان « كل سلاح عدا سلاح الجيش يجب ان يكون في اطار استراتيجية دفاعية في موقع المقاومة الى جانب الجيش على الحدود». وقال بري: «نرغب الى الجميع وقف الحملات التي تستهدف سلاح المقاومة لأننا جميعا في موقع المقاومة وفي المسؤولية عن سيادتنا الوطنية التي تستبيحها اسرائيل، ونؤكد ان سياسة النأي بالنفس كانت ولا تزال مصلحة للبنان وللبنانيين، ونؤكد الدعوة الى حوار وطني حول الاوضاع الراهنة من اجل تحقيق اجماع وطني على وسائل الخلاص وابعاد شبح الفتنة». ورأى ان «سورية تحتاج منا الى التضامن والتوحد لمساعدتها على العبور الى الاستقرار والى عملية سياسية ترتكز الى المشاركة وصنع سلامها الاهلي من دون تدخلات».