قدر وزير النفط السوري سفيان علاو خسائر بلاده في القطاع النفطي بنحو اربعة بلايين دولار اميركي منذ ايلول (سبتمبر) الماضي والى الان «نتيجة تطبيق العقوبات الاوروبية والاميركية»، لافتاً الى أن ناقلة فنزويلية محملة بنحو 35 ألف طن من المازوت وصلت إلى سورية أول من أمس. وشرح الوزير السوري الصعوبات التي تعانيها الحكومة السورية في استيراد المشتقات النفطية خصوصاً مادة الغاز المنزلي التي تنتج سورية منه نحو 50 في المئة من حاجة البلاد. وتعاني سورية من أزمة في الحصول على مادتي المازوت والغاز. لكن الوزير السوري اكد، في مؤتمر صحافي عقده امس في مبنى وزارة النفط، ان مادة المازوت «لن يكون فيها نقص»، لافتاً الى أن ناقلة فنزويلية محملة بنحو 35 ألف طن من المازوت وصلت إلى سورية اول من امس. وهي الثالثة، وان الشحنة الرابعة من هذه المادة ستتوجه إلى سورية قريباً. وأوضح علاو أن هناك مناقشات لتأمين مادة الغاز المنزلي من إيران والجزائر وانه «يتم بذل جهود كبيرة من كل الجهات المعنية في سورية وفي كل الوسائل المتاحة لتعويض النقص وتأمين المادة للمواطنين». ورداً على سؤال عن مساعدة الشركات الروسية في هذا المجال، اوضح علاو ان اللجنة السورية - الروسية المشتركة تبحث في موسكو إمكان ابرام عقد طويل الأجل مع روسيا لتوريد المازوت والغاز المنزلي إلى سورية. واوضح ان بلاده استوردت في العام الماضي مليوني طن من المازوت ونحو 450 ألف طن من الغاز، وانه تم تأمين حاجات البلد رغم العقوبات حتى الربع الاول من العام الحالي. وزاد: «لكن لم يعجبهم أن الحكومة استطاعت أن تسيطرعلى الامور وأن تؤمن حاجات المواطنين فعمدوا لاتخاذ اجراءات غريبة بفرض عقوبات على «شركة محروقات» وهي شركة وطنية مسؤولة عن توزيع المشتقات النفطية، مثل البنزين والغازالمنزلي والمازوت والفيول، وهي ليست منتجة ولا تمول الدولة بل تستهلك الأموال من الدولة». وقال: «كانت لدينا عقود مبرمة مع شركات عديدة وكانت الاعتمادات مفتوحة لتأمين احتياجاتنا حتى نهاية العام الحالي من الغاز والمازوت، ولكن تلك الشركات ورغم توافرالحسابات اوقفت نتيجة الحظر والتهديد الذي تلقته من الجهات الاوروبية. واشار علاو الى انه تم السماح للقطاع الخاص بتأمين احتياجاته من الغاز من الشركات الخاصة لانه ربما يكون اسهل من الحكومة، وأبدى استعداد الحكومة لشراء فائض هذا القطاع وبأي سعر، ودعا علاو السوريين الى البحث عن بدائل لمادة الغاز، لافتاً الى ان مادة الكاز اصبحت متوافرة في 31 محطة خاصة، وحضّ على ضرورة التعاطي بايجابية وروح بناءة لان ما تعيشه سورية «حالة حرب». وقال ان بلاده لن توفر جهداً للحصول على المشتقات النفطية وتأمينها للمواطنين، مطمئناً ان المدة لن تطول لان الازمة بدأت بالانحسار. وكانت الولاياتالمتحدة الاميركية اصدرت في 18 آب (اغسطس) الماضي عقوبات تشمل حظر التعامل مع القطاع النفطي السوري ثم في بداية ايلول (سبتمبر) اصدر الاتحاد الاوروبي عقوبات مماثلة وتوالت العقوبات حتى بلغت 15 حزمة شملت كل القطاعات النفطية. وقال علاو: «استمرت كوادرنا بتشغيل الحقول بخاصة في مجال الغاز رغم التقنيات المعقدة فيها، لكنهم (الاوروبيين والاميركيين) منعوا توريد قطع التبديل والخبرات، والهدف هو حصار الشعب العربي السوري بأقصى درجة من الحصار».