نقلت أوساط تيار «المستقبل» عن الرئيس سعد الحريري قوله إن ما حصل في عرسال هو إنذار الى كل اللبنانيين وحتى الى «حزب الله» وسياسته في سورية. واعتبرت الأوساط أن «دخول الحزب الى سورية في الأساس كان لمنع وصول المتطرفين الى لبنان، كما أعلن الحزب، لكن ما حصل كان عكس ذلك. خاضوا معركة القلمون وهم يدركون أن لا منفذ للمسلحين والمتطرفين إلا لبنان، وكأن معركة القلمون حصلت حتى يدخلوا الى هنا وكأن «حزب الله» دخل سورية للإتيان بالإرهابيين الى لبنان». وأكد الحريري أن «دعم الجيش وقوى الأمن موقف ثابت لا رجوع عنه، وقد توقع البعض أن يكون لتيار المستقبل موقف آخر بسبب التطرف الحاصل، لكن موقف التيار هو التطرف للاعتدال، والاعتدال لا يعني غياب الموقف، بل على العكس، فالاعتدال هو الذي يحمي الإنسانية والأديان وهو سيف مسلط على كل الخارجين عن القانون وعن قبول الآخر والعيش المشترك». وأضافت الأوساط نفسها أن ما يحصل اليوم من بعض المجموعات المتخلفة هو تشويه لصورة الإسلام بشكل مبرمج. ورأت أن لبنان سيتمكن من خلال المساعدة السعودية من بناء برنامج لمكافحة الإرهاب من خلال الحصول على الحاجات الملحّة من أسلحة وأجهزة متخصصة بمكافحة الإرهاب». ولفتت الى أن لا جديد لدى الرئيس الحريري في شأن الانتخابات الرئاسية تقول أوساط بيت الوسط، مؤكدة أن لا فيتو لديه على أحد، ولكن الفراغ مرفوض. واكتشفت الأوساط أن الحريري سيبدأ حواراً حول ملف الرئاسة مع كل القوى السياسية بمن فيها فريق قوى الثامن من آذار. وهو سيلتقي الرئيس نبيه بري عاجلاً أو آجلاً. أما اللقاء مع السيد حسن نصرالله فاعتبرت أوساط «المستقبل» أنه ليس مطروحاً الآن ولأن الخلاف مع الحزب لا يزال عميقاً حول مشاركته في الحرب في سورية وما تركت هذه المشاركة من انعكاسات سلبية على لبنان، والكلام هذا ليس من باب التحدي بل من باب الواقع. واعتبرت الأوساط أن التعاون مع «التيار الوطني الحر» قائم وكانت له إيجابيات كثيرة منها الحكومة، وتمنت أن يستمر لما فيه مصلحة البلد. وعما يحكى عن تسوية رئاسية تقوم على تولّي العماد ميشال عون الرئاسة لنصف ولاية مقابل توليه رئاسة الحكومة، نفت أوساط «المستقبل» علمها بأي تسوية من هذا القبيل أو أي تسوية أخرى رئاسية. وعن إمكان ترشيح الحريري عون للرئاسة، كررت الأوساط أن لا فيتو من الحريري على أحد، والأهم هو التوافق بين المسيحيين، وأن الحريري لن يتخلى عن حلفائه، مثلما لن يتخلى حلفاء عون عنه. ونقلت الأوساط عن الحريري قوله: «نحن والحلفاء وحدة حال وسنكمل الطريق معاً». وكان زعيم تيار «المستقبل» الرئيس الحريري تابع في اليوم الثاني لعودته الى بيروت لقاءاته في بيت الوسط، فالتقى رئيس الحكومة تمام سلام. ثم وفد مجموعة الدعم الدولي للبنان يتقدمه السفير الاميركي ديفيد هيل ونائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان روس ماونتن، في حضور مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري. وشرح الحريري للمجموعة «المساعدة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبنان، والاتصالات والجهود المبذولة لوضعها موضع التنفيذ العملي، لتلبية حاجات الجيش اللبناني والقوى الأمنية لتمكينها من القيام بالمهمات الملقاة على عاتقها، لمكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار». وأوضح المكتب الإعلامي للحريري انه تم البحث أيضاً خلال الاجتماع، في المساعدات التي يمكن أن تقدمها الدول المشاركة في هذا الإطار. كذلك تناول اللقاء مساعدة لبنان لتحمل الحاجات المتزايدة للنازحين السوريين، وضرورة مساعدة القرى والبلدات التي تؤويهم. الى ذلك، تلقى الحريري امس مزيداً من اتصالات التهنئة أبرزها من رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، الوزير السابق الياس المر، والسفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا.