أبدت أوكرانيا أمس، خشيتها من تدخل عسكري روسي تحت غطاء عملية انسانية في مناطق الشرق الانفصالية، حيث استمرت المعارك بالاسلحة الثقيلة خصوصاً في دونيتسك. وأعلن الجيش مقتل 13 من جنوده خلال 24 ساعة، بعد مقتل 15 آخرين أول من أمس. تزامن ذلك مع إعلان روسيا انها تصدت لغواصة نووية هجومية أميركية من طراز فيرجينيا، لدى اقترابها من مياهها الاقليمية في بحر بارنتس (شمال) الخميس الماضي، في حادث لم يتخلله استخدام القوة. وقالت قيادة أركان الاسطول الروسي: «أرسلت تشكيلة بحرية مضادة للغواصات الى الموقع، ثم طائرة مقاتلة مضادة للغواصات من طراز آي ال 38، فطردت الغواصة من محيط المياه الاقليمية الروسية. وتابعت راداراتنا مسارها خلال 27 دقيقة قبل ان تختفي». وأفاقت دونيتسك، كبرى مدن حوض دونباس المنجمي والتي كان يسكنها مليون شخص قبل اندلاع القتال فيها، على دوي قذائف الهاون. وأفادت البلدية بأن أي مبنى سكني لم يصب مباشرة، ولم يسجل سقوط ضحايا، لكن نوافذ تحطمت في حي كيفسكي شمال غربي المدينة. وقال أحد سكان الحي: «تطلق السلطات الأوكرانية النار من موقع المطار». وفي لوغانسك التي تبعد 150 كيلومتراً عن دونيتسك، تواظب السلطات المحلية على التحذير من «كارثة انسانية» محتملة بعد انقطاع المياه والكهرباء وامدادات الغذاء. وخلال اجتماع طارىء في الأممالمتحدة ليل الجمعة، اقترحت روسيا تنفيذ «مهمة انسانية» او انشاء ممرات انسانية، لمساعدة سكان شرق اوكرانيا، وهو ما رفضته السفيرة الاميركية سامنتا باور التي شددت على ان المساعدة العاجلة «يجب ان توصلها منظمات انسانية تتمتع بخبرة، وليس روسيا التي نرفض اي تدخل اضافي لها في اوكرانيا وسنعتبره اجتياحاً لأوكرانيا». وكان المسؤول الثاني في الادارة الرئاسية الاوكرانية فاليري تشالي قال في حديث تلفزيوني ان «قافلة كبيرة واكبها عسكريون وآليات روسية اتجهت، بتوافق مزعوم مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر الى الحدود الأوكرانية، للتسبب في نزاع واسع النطاق». واوضح تشالي ان «الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو اوقف هذا الاستفزاز عبر القنوات الديبلوماسية، بعدما تشاور هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. كما تشاور وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي اكد انه سيتم وقف القافلة». وأكدت المنظمة الدولية للصليب الأحمر انها تلقت اقتراحاً من وزارة الخارجية الروسية لتنظيم قوافل انسانية الى روسيا. وقالت الناطقة باسمها سيتارا جبين: «لا يمكن تنفيذ هذا الأمر إلا اذا توافق كل الاطراف، كييف وروسيا والمتمردون، على التفاصيل ووافقوا على وجوب ان تبقى المنظمة على الحياد». في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها أنهت تدريبات عسكرية في منطقة استراخان (جنوب) التي تبعد ألف كيلومتر عن الحدود مع اوكرانيا، علماً ان الولاياتالمتحدة كانت انتقدت هذه التدريبات باعتبارها خطوة «استفزازية» وسط أزمة اوكرانيا. وجاء في بيان للوزارة: «أعيدت الطائرات المشاركة في مناورات من قواعدها الموقتة إلى قواعدها الدائمة، وبدأت وحدات الصواريخ المضادة للطائرات في حزم معداتها للرحيل إلى مواقعها الدائمة». وأضافت: أظهرت التدريبات أعلى مستوى تنسيق بين الجنود»، علماً ان رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك ابدى هذا الأسبوع اعتقاده بأن خطر تدخل الجيش الروسي مباشرة في اوكرانيا تزايد اخيراً. ويقول الحلف الأطلسي (ناتو) إن «روسيا حشدت 20 ألف جندي قرب الحدود». فرنسا والحظر الروسي على صعيد آخر، طالبت فرنسا المفوضية الأوروبية باتخاذ اجراءات «ملائمة» لنتائج الحظر الروسي على استيراد المنتجات الغذائية. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد لقائه مسؤول الاتحاد الوطني لنقابات المستثمرين الزراعيين كزافييه بولان: «نظراً الى أهمية الصادرات الأوروبية والفرنسية من المواد الغذائية الى روسيا، هناك اتصالات تجرى مع المفوضية الأوروبية لتقويم النتائج المباشرة وغير المباشرة لهذا الحظر بدقة، من اجل اتخاذ اجراءات ملائمة لخطورة الوضع». وأضاف: «ان اهتماماً خاصاً سيُعطى لمنتجي الفاكهة والخضار ومربي الماشية الذين يواجهون اصلاً صعوبات في السوق». وكشف بولان ان «فرنسا ستطلب اجراءات لادارة الأزمة، خصوصاَ في ما يتعلق بالفاكهة والخضار واللحوم. ويمكن ان يشمل ذلك الاحتفاظ بجزء من الانتاج مع دفع تعويضات للمنتجين لتجنب فائض في العرض وانهيار الاسعار». وتابع: «ستتطلب هذه الاجراءات مشاورات بين فرنساوايطاليا واسبانيا ودول الجنوب المنتجة للفاكهة. ويجب ان يحصل ذلك بسرعة لأننا في اوج موسم الحصاد». ويفترض ان تشمل الاجراءات منتجات الصيد البحري وفاكهة الصيف، ثم البطاطا التي تحتل بولندا المرتبة الأولى لمنتجيها متقدمة على ايطالياوفرنسا، وكذلك البندورة (الطماطم) التي تحتل هولندا والمانيا وبلجيكا المراتب الأولى على لائحة منتجيها. وطالبت الرئاسة الفرنسية الاتحاد الأوروبي بأن «يتخذ اجراءات لدى منظمة التجارة العالمية»، موضحة ان وزير الزراعة ستيفان لوفول أجرى محادثات في هذا الشأن الخميس الماضي مع المفوض الاوروبي للزراعة داسيان سيولوس.