كشف الجيش اللبناني أمس انه اوقف مجموعة أصولية متطرفة من 10 أشخاص، وعلمت «الحياة» ان عناصرها على ارتباط بتنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي، وهم فلسطينيون ولبنانيون وسوريون كانوا يخططون لخطف اجانب على الأرض اللبنانية من اجل مبادلتهم برفاق لهم من المسجونين في سجن رومية (وبعضهم تنفذ في حقهم أحكام قضائية) و «لإنشاء خلايا بقصد التخطيط لرصد قوات الأممالمتحدة في جنوب لبنان والجيش تمهيداً لعمليات إرهابية ضدهما، وإخراج مطلوبين من مخيم عين الحلوة» يُعتقد بان بينهم زعيم تنظيم «فتح الإسلام» عبدالرحمن عوض الذي حل مكان المطلوب شاكر العبسي وعبدالغني جوهر المطلوب الأساسي الفار في عملية التفجير الذي استهدف جنوداً من الجيش اللبناني الصيف الماضي وعمليات أخرى. في موازاة ذلك، اتجهت الجهود المحلية والخارجية الى تهدئة التوتر الذي نجم عن حادثي انفجار مخزن أسلحة في بلدة خربة سلم الجنوبية الثلثاء الماضي، والمواجهة التي حصلت بين عناصر حزبية والأهالي مع قوات «يونيفيل» في البلدة اثناء محاولتها تفتيش احد منازلها بالاشتراك مع الجيش اللبناني، وعن الاستفزازات والإجراءات الإسرائيلية ما وراء الخط الأزرق في منطقة تلال كفرشوبا المحتلة. وكان بيان للجيش حدد العمليات التي كان عناصر «فتح الإسلام» ينوون القيام بها، إضافة الى إخراج مطلوبين من عين الحلوة والتخطيط لأعمال ضد «يونيفيل» والجيش، بإيواء عناصر التنظيم في مخيم عين الحلوة والتخطيط لعمليات تجاه الخارج ورصد مراكز صيرفة ومحلات مجوهرات للسطو عليها لتأمين التمويل. وأفادت مصادر أمنية رفيعة «الحياة»، بأن التحقيقات مع العناصر العشرة الذين قبض عليهم على مدى الأسبوعين الماضيين، الواحد تلو الآخر كشفت علاقتهم بالمدعو أسامة الشهابي الموجود في مخيم عين الحلوة، والذي كان سابقاً يدور في فلك تنظيم «عصبة الأنصار»، وارتباطهم بأحد مسؤولي تنظيم «فتح الإسلام» المقيم في إحدى الدول الأوروبية. وذكرت المصادر الأمنية ان هؤلاء يعملون في مناطق عدة في لبنان بأسماء وهمية، ما جعل بيان الجيش ينبّه المؤسسات الخاصة الى التحقق من الأوراق الثبوتية لمن يعملون لديها. وأكدت المصادر الأمنية ان زعيم المجموعة سوري الجنسية، وقال مرجع أمني ان المقصود في البيان عن تحضيرهم لعمليات «باتجاه الخارج انطلاقاً من لبنان»، هو إخراج مقاتلين عبر الأراضي اللبنانية الى العراق وأفغانستان، ولم يستبعد المصدر ان يكون بين الأعمال الإرهابية التي كانوا ينوون القيام بها في لبنان تنفيذ عمليات اغتيال. وعلى صعيد معالجة تفاعلات حوادث الجنوب ودور قوات «يونيفيل» أكدت مراجع لبنانية رسمية ل «الحياة» ان ليس هناك اتجاه فعلي، خصوصاً لدى الدول الأوروبية الرئيسة المشاركة في «يونيفيل»، لتعديل قواعد الاشتباك في جنوب لبنان، وأن أي فريق دولي لم يطرح رسمياً فكرة التعديل هذه، سوى ان الجانب الأميركي طرح الأمر من زاوية التساؤل عما اذا كانت التطورات تحتاج الى هذا التعديل، في أروقة مجلس الأمن من دون ان يقدم اقتراحاً رسمياً في هذا الشأن، بينما طرحت اسرائيل المطلب إعلامياً، من دون ان توثقه في رسالتي شكوى رفعتهما الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وطمأنت غير جهة دولية الجانب اللبناني الى عدم نية تعديل مهمات «يونيفيل» وقواعد الاشتباك بحيث يكون لها صلاحية التشدد أكثر تجاه فرقاء ومسلحين على أرض الجنوب، كما تدعو إسرائيل. وكان الرئيس ميشال سليمان شدد على تنفيذ القرار بلا تعديل ووقف الاستفزازات الإسرائيلية وتلافي أي إشكالات مع القوات الدولية. وتكثفت الجهود لمعالجة إشكالات الأسبوع الماضي في كل الاتجاهات بعد المخاوف من تأثير المواجهة مع «يونيفيل» في خربة سلم على استمرار هذه القوات في القيام بمهماتها في الجنوب، خصوصاً ان عدداً من سفراء الدول المشاركة في عديدها أعرب عن قلقه مما اذا كان «التسبب بأجواء عدائية بينها وبين الأهالي هدفه دفعها الى سحب هذه القوات». وعلمت «الحياة» ان عواصم الدول المعنية دعت قواتها الى اعتماد سياسة التهدئة، كذلك الأممالمتحدة، وأجرى ممثل الأمين العام في بيروت مايكل وليامز مروحة من الاتصالات قام بمثلها السفير الفرنسي في بيروت أندريه باران، الذي التقى مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» عمار الموسوي ورئيس البرلمان نبيه بري. كما التقى وليامز أيضاً رئيس المجلس ومسؤول لجنة الارتباط في الحزب وفيق صفا. وأكد بيان ل «حزب الله» اتفاق وليامز وصفا على «تعزيز لقاءات التنسيق مع وحدات يونيفيل بما يكفل اعادة أجواء الثقة بينها وبين الأهالي»، وقال: «اننا في الوقت الذي ندعو فيه الى التهدئة ومعالجة الأمور بالحكمة والمسؤولية، نؤكد اهمية العمل بموجب الإجراءات المتبعة في إطار القرار 1701 معلنين استعدادنا للتعاون الكامل في هذا المجال». وجرى تحرك في اتجاه آخر قام به قائد قوات «يونيفيل» كلاوديو غراتسيانو الذي زار إسرائيل امس لدعوة قيادتها العسكرية الى وقف إجراءاتها على الجانب الإسرائيلي من تلال كفرشوبا. وذكرت مصادر رسمية ان قائد القوات الدولية وافق على القيام بهذه المهمة على رغم انها ليست من صلاحياته لأنها تقع خارج الخط الأزرق، وفي منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وتفويضه لا يخوله اعتبار ما تقوم به اسرائيل خرقاً للقرار 1701. وأضافت المصادر ان غراتسيانو قبل بالقيام بهذه المهمة من باب السعي الى خفض التوتر عبر وقف الاستفزازات من جانب إسرائيل، خصوصاً أن اسرائيل تقوم بخروق في مجالات أخرى جواً وبراً.