بعد يوم من مذبحة ذهب ضحيتها أكثر من 300 جندي بين قتيل وجريح في تدريبات عسكرية بصنعاء، أصر الرئيس عبدربه منصور هادي على إقامة عرض عسكري احتفالا بذكرى الوحدة داخل كلية الطيران أمس. وأثار العشرات من الجنود الذين أصيبوا في العملية الانتحارية مشاعر الحضور، بعدما أصروا على المشاركة فيه، ما دفع بهادي والضيوف إلى الوقوف تحية لهم، وسط تأكيدات رسمية بمتابعة الحرب على تنظيم القاعدة حتى القضاء عليه. وقال رئيس الأركان اللواء أحمد علي الأشول في كلمة بالمناسبة "ما احتفالنا اليوم إلا ردا على الهمجية". ودانت عواصم العالم تفجير صنعاء الانتحاري، وأكدت تضامنها مع القيادة والشعب اليمنيين. وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلق بلاده البالغ بشأن نشاط المتشددين باليمن، وتعهد بمواصلة تقديم الدعم لمساعدته في التصدي لعنف المتطرفين. وشدد أوباما أثناء قمة الناتو في شيكاغو أول من أمس على أن تقديم الدعم للجيش اليمني "مهم لأمن الولاياتالمتحدة. وهو أيضا مهم لاستقرار اليمن والمنطقة". إلى ذلك فجر شاب نفسه أمس في مدينة البيضاء، إلا أن العملية لم تسفر سوى عن تمزيق جسده وإصابة أحد المواطنين. وبحسب مصادر محلية فإن الانتحاري ويدعى مصطفى الجيشاني كان يعاني من مرض نفسي واستخدمته جهة متطرفة لتفجير نفسه وسط السوق العام بالمدينة. في غضون ذلك، قتل يهودي جراء تعرضه لهجوم بالخنجر في سوق بصنعاء أمس. والرجل هو هارون يوسف زنداني (50 عاما)، وهو من أعيان اليهود في اليمن ومن النازحين من محافظة صعدة الشمالية والمقيمين في صنعاء على نفقة الدولة. وقال نجله يحيى إن والده "تعرض للطعن في سوق سعوان القريب من السفارة الأميركية بصنعاء" مشيرا إلى أنه تعرض "لطعنة في الرقبة وأخرى في البطن". يذكر أن حوالى 300 يهودي يعيشون حاليا في اليمن، ويسكنون منطقة عمران، شمال العاصمة. وفي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، شرقي البلاد، قتل شخصان وأصيب ثالث أمس بمواجهات بين قوات الأمن ومحتجين خرجوا إلى شوارع المدينة بعد أن دعت قوى الحراك الجنوبي لتنفيذ عصيان مدني. وفي منطقة لودر بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، أصيب شخصان بانفجار هز السوق العام بالمدينة، التي كانت مسرحا لمواجهات عنيفة بين عناصر "الشريعة" التابعة للقاعدة ورجال القبائل المؤيدة للدولة والمعروفة ب"اللجان الشعبية". على صعيد آخر سلم العميد عمار محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق منصبه كوكيل لجهاز الأمن القومي إلى خلفه اللواء محمد جميع الخضر، وذلك بعد ساعات قليلة من إصدار الرئيس هادي قرارا بإقالته من منصبه في خطوة اعتبرها مراقبون تحميل الجهاز مسؤولية تفجير ميدان السبعين. في هذه الأثناء عثر مواطنون في منطقة حدة بصنعاء أمس على جثة حارس السفارة الإسبانية بصنعاء كان خطف الخميس الماضي. وذكرت مصادر أمنية أنه تم العثور على الجثة في منطقة العشاش، وبدت عليها آثار التحلل. من جهة أخرى، أعلن الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي السفير عطاء المنان بخيت أن المنظمة شكلت بعثة دولية مشتركة ستصل صنعاء مطلع يونيو المقبل لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي تعيشها اليمن.