أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل جنديان من قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف) في هجوم للمتمردين في جنوب البلاد حيث تنشط حركة التمرد في شكل كبير كما أعلنت القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن (إيساف). في المقابل، قتل 18 عنصراً من «طالبان» وجرح 23 آخرون في عمليات أمنية مشتركة نفذتها القوات الأفغانية والقوات الدولية خلال الساعات ال24 الماضية في أفغانستان. وقال الجنرال مطيع الله خان قائد شرطة أوروزغان (جنوب) حيث وقع الهجوم على الجنود «الأطلسيين»، إن «اعتداء انتحارياً استهدف قافلة لإيساف صباحاً (أمس)»، مشيراً إلى مقتل طفلين وإصابة عدد من المدنيين بجروح. وقال فريد عادل الناطق باسم شرطة أوروزغان، إن «موكب إيساف كان يتقدم قرب سوق ترين كوت (عاصمة الولاية) حين اقترب انتحاري راجل وفجر نفسه». وأوضح غول آغا قائد شرطة منطقة ترين كوت أن الهجوم وقع بعد لقاء بين قادة من قوات الائتلاف ومسؤولين في الشرطة. ولم تؤكد «إيساف» كالعادة ظروف الهجوم ولا جنسية الجنود. وتقع ولاية أوروزغان المضطربة في جنوبأفغانستان في المنطقة الخاضعة لمراقبة القوات الأسترالية وهي منطقة مشمولة منذ منتصف الشهر الجاري في المرحلة الثالثة من عملية نقل المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية. ومن المقرر استكمال نقل السلطات في غضون 12 إلى 18 شهراً وفق «إيساف»، و 3 إلى 6 أشهر وفق الحكومة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان أن عمليات مشتركة للقوات الأفغانية والدولية في الساعات ال24 الماضية في 9 ولايات أفغانية أسفرت عن مقتل 18 عنصراً من «طالبان» وجرح 23. وأشارت إلى أنه تمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة في العملية وأنه لم يسقط أي ضحايا في صفوف القوات الأفغانية أو الدولية في العمليات. وكذلك اعتقلت القوات الأفغانية السبت شخصين كانا ينويان تفجير نفسيهما في ولاية قندهار واعترفا بأنهما خضعا لتدريبات في باكستان لمدة 11 يوماً وأنهما شاهدا فيديوات لتفجيرات انتحارية سابقة. وقال مسؤولون أمنيون أفغان إن المعتقلين اعترفا بأنه عرض عليهما الكثير من الدعاية ضد الحكومة الأفغانية. قمة «الأطلسي» واستضاف الرئيس الأميركي باراك أوباما في مدينة شيكاغو أمس، قمة الحلف الأطلسي التي تطمح إلى وضع استراتيجية واضحة للخروج من النزاع الأفغاني بعد حرب استمرت أكثر من عشر سنوات. ويشارك في القمة 50 من قادة الدول وفدوا من أنحاء العالم، ما يجعل هذه القمة «الأكثر أهمية» منذ إنشاء الحلف قبل أكثر من ستين سنة. وإضافة إلى الدول ال28 في أوروبا وأميركا الشمالية الأعضاء في الحلف، تشارك في القمة دول من آسيا والشرق الأوسط كانت انضمت إلى قوات التحالف الدولي في أفغانستان. وهي أول قمة للحلف الأطلسي تعقد على الأراضي الأميركية منذ أكثر من عشر سنوات. واجتمع القادة في قصر مترام للمؤتمرات وسط تدابير أمنية مشددة، لبحث استراتيجية «إنهاء المهمة» في أفغانستان تمهيداً لانسحاب 130 ألف جندي ينتشرون حالياً في هذا البلد بحلول نهاية 2014. ويتمسك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن على ما يبدو بمقولته «دخلنا معاً وسنخرج معاً»، وذلك على رغم أن فرنسا قررت تسريع وتيرة سحب قواتها المقاتلة مع نهاية هذا العام. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ذلك لدى وصوله إلى واشنطن الجمعة أثناء لقاء مع أوباما، مؤكداً أن هذا الوعد الذي قطعه أثناء الحملة الانتخابية «غير قابل للتفاوض». وأوضح هولاند السبت عقب قمة مجموعة الثماني: «في شأن تنظيم الانسحاب، أي في عام 2012، بأي وتيرة ستنسحب القوات القتالية من أفغانستان، ستعقد اجتماعات طوال الأيام المقبلة في فرنسا مع وزير الدفاع وقادة الأركان». وزاد: «لا أقول إن الرئيس أوباما وافق على ما قلته له». لكن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان أكد أنه تم «تفهم» الموقف الفرنسي على ما يبدو، متوقعاً ان تشهد هذه القمة «تفاهماً» حول هذه المسألة. وكان مقرراً أن يعقد هولاند لقاء ثنائياً مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي. واجتمع الرئيس أوباما مع نظيره الأفغاني حميد كارزاي قبل القمة التي تختتم أعمالها اليوم. وأعلنت الرئاسة الأفغانية أمس، أن كارزاي ونظيره التركي عبدالله غل سيوقعان قريباً اتفاقية شراكة استراتيجية. ونقلت وكالة «باجهوك» عن بيان للرئاسة الأفغانية أن كارزاي وغل اتفقا على هامش القمة في شيكاغو على توقيع الاتفاقية الاستراتيجية، مشيرة إلى أن الرئيسين بحثا العلاقات الثنائية وعملية السلام والتعاون المستقبلي بين بلديهما.