أ ف ب، رويترز - عشية افتتاح قمة الحلف الأطلسي (ناتو) في شيكاغو والتي ستخصص لبحث التزامات الحلف في افغانستان واستراتيجيته قبل انسحاب قواته القتالية بالكامل من هذا البلد في نهاية 2014، طلبت الولاياتالمتحدة من حلفائها مساهمة بقيمة بليون دولار سنوياً لتمويل قوات الأمن الأفغانية بعد عام 2014. وأعلن البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي باراك اوباما سيجري محادثات على انفراد مع نظيره الأفغاني حميد كارزاي قبل انعقاد القمة الأحد، فيما قتل جنديان من القوات التابعة للحلف وجرح ستة آخرون في هجوم استهدف قاعدة للحلف في ولاية كونار (شرق). وأعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاو سيركورسكي خلال مؤتمر صحافي نظمه المعهد البولندي للشؤون الدولية في وارسو ان «تكاليف تشغيل قوات الأمن الأفغانية سترتفع الى 4 بلايين دولار سنوياً، ما يتخطى قدرات الدولة الأفغانية التي تبقى احدى الأكثر فقراً في العالم». وأوضح ان حكومته تتحقق حالياً من قدراتها»، مبدياً تحفظه على فكرة مساهمة بولندا ب 20 مليون دولار سنوياً من قيمة التمويل، في حين لا تتجاوز مساهمة كل من الهند والصين وروسيا 10 ملايين دولار. وقال: «يجب ان ندفع المبلغ ذاته الذي تسدده الصين وروسيا، علماً اننا لم نساهم ابداً مباشرة في موازنة الدفاع لبلد آخر. وتنشر بولندا حوالى 2500 عسكري في افغانستان، وتنوي سحب قواتها قبل عام 2014، الموعد المحدد لانتهاء مهمة «الناتو» القتالية. الى ذلك، اعلن توم دونيلون مستشار الأمن القومي للرئيس اوباما ان واشنطن تنتظر من باريس ان تساهم في قوات الحلف في افغانستان حتى عام 2014، وقال: «سيتخذ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قرار الانسحاب من افغانستان قبل نهاية السنة الحالية تنفيذاً لوعوده الانتخابية، لكن نتمنى ان يتخذ الحلفاء قراراتهم في اطار تحالف عام ينص على ان بقاء القوات في افغانستان حتى نهاية عام 2014». وأشار الى ان «الإطار الحالي للناتو يسمح بمساهمات مختلفة للدول الأعضاء تشمل التدريب والمساعدة او تدابير اخرى. وسنناقش هذا الأمر مع الفرنسيين، لتحديد اساليب مساهماتها». وأضاف «لكن الفكرة الرئيسية هي بالرغم من طبيعة المساهمة وبالرغم من القرارات التي ستتخذونها حول بدء او وتيرة الانسحاب، انتم اعضاء في الحلف الأطلسي» مضيفاً «من الطبيعي جداً بالنسبة لنا ان نبحث الأمر» مع هولاند. والتقى اوباما وهولاند في المكتب البيضاوي أمس، ثم لبى الرئيس الفرنسي دعوة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى الغداء في بلير هاوس، مقر اقامة كبار ضيوف الولاياتالمتحدة والذي يبعد 200 متر عن البيت الأبيض. الكونغرس وافغانستان ووسط التحضيرات لانعقاد القمة، بحث نواب في الكونغرس الأميركي في سياسة بلادهم بأفغانستان، على هامش مناقشتهم موازنة الدفاع التي تطلب 642.5 بليون دولار للإنفاق العسكري للعام المالي 2013، تتوزع بين 554 بليون دولار تنفق على القواعد العسكرية، و88،5 بليون دولار للحرب الأفغانية وعمليات خارجية اخرى. وحض نواب ديموقراطيون الرئيس اوباما على تسريع سحب القوات الأميركية من منطقة الحرب، لكن الجمهوريين الذين يملكون الغالبية عطلوا مناقشة القضية قبل قمة الحلف في شيكاغو، ورفضوا أيضاً محاولات لتعطيل تطوير عدد من برامج الأسلحة بينها برنامج قاذفة طويلة المدى قادرة على حمل سلاح نووي يتوقع ان تبلغ تكلفته 291.7 مليون دولار. وصوّت النواب بغالبية 412 صوتاً ضد صوت واحد لمصلحة تعديل يمكن ان يعطل مدفوعات مقترحة قيمتها 650 مليون دولار لباكستان، الا اذا سمحت إسلام آباد لقوات التحالف باستئناف شحن امدادات الحرب عبر اراضيها. وأغلقت إسلام آباد الحدود امام قوافل امدادات الحلف بعدما قتلت مروحيات اميركية تابعة للحلف 24 جندياً باكستانياً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وكشف مسؤول أميركي الأربعاء الماضي ان الجانبين يوشكان ابرام اتفاق لفتح خطوط الإمدادات. ويتجه المشرعون للدخول في مواجهة في اطار سعيهم لإسقاط سلطات واسعة للاحتجاز منحت للرئيس الأميركي بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 . وانضم محافظون من «حركة الشاي» في أقصى اليمين الى ليبراليين ديموقراطيين في تأييد تعديل لتغيير هذا القانون. لا تهديد وفي شيكاغو، اعلنت الشرطة الفيديرالية الأميركية ان قمة الأطلسي لا تواجه أي تهديد «ارهابي» جدّي، ولكنها تبقى حذرة. وقال المسؤول في الشرطة روس رايس: «بالتأكيد، في عالم ما بعد 11 ايلول تعتبر شيكاغو هدفاً للارهابيين»، مضيفاً ان «مدينة شيكاغو كبيرة، وهي قاعدة للنقل والعمليات المالية، والرئيس اوباما يعتبرها مدينته». وزاد: «لا تهديد جدياً حالياً ضد القمة. سنبقى في حال استنفار كي تبقى الأمور على حالها ولا يحصل تغيير»، علماً ان قوات الأمن تتوقع مشاركة الآف المتظاهرين في احتجاجات ضد الحلف الأطلسي. وأمس، اجرت قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية (نوراد) مناورات لمقاتلاتها فوق شيكاغو استعداداً لحماية الأجواء خلال القمة. وتضمنت المناورات التي حملت اسم «تدريب أمالغام فيرو 12 ناتو» سلسلة طلعات تدريبية جرت بالتنسيق مع ادارة الطيران الفيديرالية والحرس الرئاسي وحرس السواحل ومركز العمليات المشترك للقمة. وقالت «نوراد» ان التدريب هدف الى تعزيز قدرة المقاتلات على تحديد عناصر الخطر واعتراضها».