تجددت معاناة الطلاب السعوديين المُبتعثين إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، ضمن برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الداخلي» مع الملحقية الثقافية هناك، محملينها مسؤولية «الارتباك الإداري» و«المحسوبيات»، فيما قام عدد منهم بالتواصل مع الهيئة العامة لمكافحة الفساد، لإيقاف مثل هذه الممارسات. وأكدوا خلال تواصلهم مع «الحياة» عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، وجود «صعوبات» تواجههم في التعامل مع الملحقية الثقافية، خصوصاً بعد أن تم إيقاف قرار الإلحاق ل400 طالب. كما أكدوا أنهم يواجهون «صعوبة في التواصل مع موظفي الملحقية، خصوصاً مع موظفي قسم الدارسين على الحساب الخاص، وذلك بسبب سوء معاملتهم، وعدم الرد بتاتاً على الهواتف والبريد الإلكتروني». وذكر المُبتعث أحمد علي أنه تم إيقاف الصرف عليه من جانب الملحقية، إضافة إلى 400 طالب آخر لأسباب مختلفة، مثل التأخر الدراسي، بسبب «عدم وجود واسطة تشفع لنا في الملحقية، على رغم أن هناك طلاباً لديهم علاقات فيها. وهم متأخرون أيضاً، ولكنهم لا يزالون يتلقون الدعم الكامل من الملحقية، من بينهم طالب لا يزال ضمن البرنامج منذ سبع سنوات، ولم يتم قطع الصرف عليه». وذكر أحمد أنه قدم إلى أميركا «ودرست على حسابي الخاص، وبعدها بشهر صدر أمر ملكي بضم جميع الدارسين على حسابهم الخاص. وأنا كنت من ضمن الطلاب الذين شملتهم المكرمة، واتبعت الإجراءات كاملة»، مضيفاً: «تم إصدار ضمان مالي للجامعة، وإصدار تأمين صحي، وصرف المكافآت، ودفع رسوم للجامعة، وجميع الأمور كانت طبيعية». ويتابع: «إلا أن المشكلة ظهرت بعد ثلاثة أشهر من إلحاقي في البعثة، إذ تم إرسال رسالة من قبل القسم المالي في الملحقية، أبلغوني فيها بأنه سيتم إيقاف الصرف عني من القسم المالي، وبعد معرفة سبب الإيقاف من الملحقية ومن الموظف المسؤول عن الطلاب، في قسم إدارة الملفات وقسم المرافقين أخبروني بوجود قرار إلحاق بالبعثة في الأردن». وأضاف: «كنت أدرس في الأردن، والتحقت بالبعثة. ولكن هذا الأمر كان قبل ست سنوات، وأنهيت إجراءات البعثة هناك. وكانت الإجراءات طبيعية وسليمة»، مضيفاً: «عندما ذهبت إلى أميركا؛ قالوا لي إن عندي قرار إلحاق في الأردن، وقلت لهم إنني قمت بإنهاء جميع الإجراءات، وأرسلت نسخة من الخطاب إلى الملحقية في أميركا، وبعدها بفترة أعيد الصرف». وأوضح أن المشكلة «عادت من جديد، منذ بداية شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، إذ تم إيقاف الصرف مرة أخرى، وبعد مراجعه السبب، قالوا لي إنه لم يتم إصدار قرار إلحاق في البعثة لي. وإلى الآن لم يتم إعادة الصرف، وذهبت إلى الموظف المختص، وأخبرني بأن هذه المشكلة حصلت ل400 طالب آخر، وأخبرني بضرورة كتابة خطاب بالمشكلة كاملة، وكتبته وسلمته له باليد. وطلب مني مراجعة المعاملة مع السكرتيرة، وتم تزويدي برقم الصادر، وعندما دخلت إلى موقع الوزارة، للاستعلام عن المعاملة بالرقم الذي أعطوني إياه؛ تبين أنه لا يوجد بيانات مُدخلة، وكلمت الموظفة مرة أخرى. وقلت لها إن الرقم خطأ، ولا يوجد أية معاملة بهذا الرقم. فقالت: راجع الصادر». وأوضح أن موظفي الملحقية «لا يقومون بالرد على اتصالاتي. وما أزال أنفق على نفسي، على رغم الظروف المادية الصعبة التي أعيشها». ويروي المُبتعث سلطان عبدالله، الذي قرر السفر إلى أميركا، والدراسة على حسابه الخاص، معاناتهم مع قسم الدارسين على الحساب الخاص، واصفاً بعضهم ب«سوء المعاملة، وعدم الرد بتاتاً على الهواتف»، ما دفعه إلى مراجعتهم بنفسه للحصول على رقم ملف، على رغم أنه يسكن في ولاية تبعد 14 ساعة بالسيارة. وقال سلطان: «صدر قرار خادم الحرمين، بضم جميع الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص، وصدر لي قرار مرافق، وزوجتي قرار مُبتعثة، على رغم أنني لست مرافقاً ولا يوجد لي في سجلاتهم أي ملف مرافق، بل اسمي مُسجل لديهم كطالب مُبتعث»، مبيناً أنه دخل في «نقاش حاد مع مسؤولي الملحقية، من أجل كشف هذه التجاوزات». وأضاف: «أعرف عدداً من الطلاب يعانون من المشكلة ذاتها. ولكن يتم صرف المبالغ لهم كاملة، وكأنهم مُبتعثون، وطالبتهم بإثبات أنني طالب مرافق، وإلى الآن لم يثبتوا ذلك». وأوضح أنه «على رغم ذلك، تم إيقاف الصرف عني، منذ عام 2010، وهذا دليل على حجم التخبط والتلاعب في الموارد المالية، من دون اهتمام في مشكلات الآخرين ومعاناتهم».