أعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى بلدة سلوان الواقعة بمحاذاة «المسجد الأقصى» في القدس اليوم لإتاحة المجال أمام مسيرة للمستوطنين احتفالاً بذكرى ضم المدينة المقدسة لإسرائيل. ووزعت الشرطة أمس بيانات في شوارع البلدة أعلنت فيها إغلاق الطرق. ومن المتوقع أن تنطلق المسيرة من غرب القدس باتجاه باب العامود على مدخل البلدة القديمة وتمر من أمام بوابات المسجد الأقصى لتنتهي إلى باحة البراق. ويقيم المستوطنون احتفالات سنوية في القدس في ذكرى ضمها عام 1968. في هذه الأثناء، قام مستوطنون أمس باقتلاع عشرات الأشجار في بلدتي بيت أمر في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وبورين في محافظة نابلس شمال الضفة. وخلف المستوطنون في قرية بيت أمر شعارات عنصرية مثل: «الموت للعرب». من جهة أخرى، قال عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» محمد الهندي إن الشعب الفلسطيني «سيحتفل قريباً بنكبة اليهود» الذين طالما احتفلوا بنكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، واصفاً الاتفاق الذي أنهى إضراب الأسرى الاسبوع الماضي بأنه «انتصار». وأشار الهندي خلال مهرجان «فجر الانتصار» الذي نظمته «الجهاد» في مدينة غزة أمس لتكريم المواطنين والمؤسسات الحقوقية والإعلامية والصحافيين الذين ساندوا إضراب الأسرى، الى «تزامن» انتصارهم مع الذكرى ال 64 لنكبة فلسطين، وقال: «سنحتفل بنكبة اليهود قريباً، ولن تكون لنا نكبة بعد اليوم طالما أن هناك إرادة ومواجهة قوية كالتي حدثت في السجون»، مجدداً القول إن «المقاومة هي الرد الوحيد على جرائم الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني». واعتبر أن «الأسرى داخل السجون ما كان لهم أن يستمروا في إضرابهم المفتوح عن الطعام لولا إرادتهم الصلبة وتوحدهم». واعتبر وزير الشباب والرياضة والثقافة في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في غزة محمد المدهون أن «الأسرى رسموا مرحلة جديدة في انتصارهم تؤكد أن الاحتلال لن يدوم طويلاً على أرض فلسطين». وأشار في كلمة نيابة عن رئيس حكومته إلى ضرورة التفاف الشعب الفلسطيني بكل قواه حول برنامج عنوانه «استراتيجية موحدة لتحرير فلسطين». ورأى أن «هناك ملفات وطنية مثل الأسرى والقدس واللاجئين يمكن أن نعمل عليها في شكل موحد ونحقق فيها نتائج استراتيجية، ولا ينبغي أن يكون العمل فيها وفق الحسابات الضيقة وإنما وفق الرؤية الوطنية والمصلحة العليا للشعب الفلسطيني». وشدّد على ضرورة تدويل قضية الأسرى وكشف الوجه القبيح للاحتلال وجرائمه في حق الشعب الفلسطيني». وانتقد نائب مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الأسير المحرر جبر وشاح ب «صراحة» وشدة الأداء الفلسطيني عموماً والفصائلي خصوصاً، ووصفه بأنه «اقل من المطلوب». ودعا الى «تقويم تجربة الأسرى داخل السجون»، معتبراً أن «من حملوا هذه القضية هم من أبطلوا سياسة الاعتقال الاداري، ويجب أن يُعاد النظر في هذه السياسة وشطبها من قاموس القانون الدولي». بدوره، دعا الأسير المحرر الناطق باسم مؤسسة «مهجة القدس» للأسرى ياسر صالح الى «تطبيق قرار منظمة الصحة العالمية بتشكيل لجنة تقصي حقائق تزور السجون وتتعرف على أوضاع الأسرى الصحية». واعتبر أن «معركة الأسرى مع الاحتلال لم تنته بعد، فسياسة الإهمال الطبي لا تزال قائمة وعرّضت حياة عدد من الأسرى للخطر». ورأى أن «الأسرى استطاعوا أن يعيدوا الى قضيتهم الاهتمام، وأن يرسلوا رسالة الى المجتمع العربي والدولي بإصرارهم على مطالبهم».