في عام 2005، أعلنت وزارة التعليم العالي في السعودية عن إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي، وكانت خطة المشروع تهدف الى ابتعاث 18 الف طالب، بمعدل 3600 طالب سنوياً على مدى خمس سنوات، وبتخصصات شملت: الزمالة في الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والتمريض والهندسة والحاسب الآلي والمحاسبة والقانون، فضلاً عن ابتعاث الطلاب الحاصلين على الدبلومات لإكمال دراسة البكالوريوس. وهي تخصصات غير كافية وتحتاج الى مزيد من التنوع. المشروع شهد نمواً كبيراً خلال الأربع سنوات الماضية، وكان لقرار ضم المبتعثين على حسابهم الخاص أثر كبير في ارتفاع عدد المستفيدين من المشروع، حتى وصل اليوم الى اكثر من 43 ألف مبتعث، وجرى تنويع الدول، مثل كندا، ونيوزيلندا، واستراليا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، واليابان، والهند، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية. لكن، على رغم الدعم المتواصل للمشروع وتعاون وزارة المال في تسهيل عملية تمويل الزيادة الكبيرة في موازنة المشروع، الا ان العدد يبقى دون الطموحات، ناهيك ان المشروع شهد هذه السنة عجزاً مالياً مقداره 5 بلايين ريال. بدأ نظام الابتعاث المكثف في السعودية منذ منتصف الستينات في القرن الماضي، وحتى منتصف الثمانينات، وخلال هذه الفترة كان معدل الطلبة المبتعثين سنوياً 15 ألف مبتعث تقريباً، وحصلت البلد في النهاية على ما يقارب 200 ألف خريج من أهم الجامعات الاميركية في شتى التخصصات، وساهم هذا الجيل بفاعلية في حركة التنمية التي بدأت مع منتصف السبعينات، لكن الابتعاث توقف بعد ذلك مدة لا تقل عن عشرين عاماً، وخلال هذه الفترة كان عدد المبتعثين لا يزيد على 2000 طالب، معظمهم على حسابه الخاص، ولهذا تواجه السعودية اليوم شحاً في عدد كبير من التخصصات، فضلاً عن أن الجيل القديم بدأ يتقاعد ويترك العمل. اليوم يبلغ عدد المبتعثين السعوديين في الخارج 60871 طالباً، منهم 43322 ضمن مشروع خادم الحرمين، و 10890 على حسابهم الخاص، و 6659 موظفاً، اكثر من نصفهم يتبعون الجامعات السعودية، أي ان عدد المبتعثين على نفقة الوزارات والمؤسسات الحكومية لا يزيد على 2500 مبتعث، وهذا رقم غير مقبول في بلد مثل المملكة العربية السعودية، التي تمتلك مؤسستها الرسمية موارد مالية ضخمة، وهي قادرة على مضاعفة هذا الرقم عشر مرات على الأقل. وللحديث بقية.