غابت الحركة الإسلامية والأحزاب السياسية عن احتجاجات الجمعة في عمان وبقية المحافظات، فيما تستعد الحكومة لإعلان حزمة إجراءات تخفف الدعم عن بعض السلع وقرارات أخرى تفرض ضرائب جديدة، ما يؤذن بموجة جديدة من ارتفاع الأسعار تطاول الطبقتيْن الوسطى والفقيرة. ونظم حراك حي الطفايلة في العاصمة مسيرة انطلقت من أمام مسجد جعفر الطيار وجابت شوارع الحي، وطالب المشاركون فيها الذين قدرت أعدادهم بالعشرات بمكافحة جادة للفساد والإسراع بالإصلاحات السياسية، مرددين هتافات طاولت رموز النظام. وفي منطقة وسط عمان، انطلقت مسيرة ولاء وانتماء من أمام المسجد الحسيني شارك فيها عشرات الشباب الذين رددوا هتافات للعاهل الاردني وأبدوا حرصهم على سلامة الاردن من أي مؤامرات تحاك ضده. واشتبك المشاركون في هذه المسيرة مع منظمي اعتصام أمام المسجد الحسيني شارك فيه نحو 100 شخص بعد صلاة الجمعة لشجب سياسة رفع الأسعار التي تنبناها الحكومة الاردنية الجديدة، لكن قوات الامن فرقت ما بين الطرفين. وفي الطفيلة جنوباً التي تعتبر من أكثر المناطق تضرراً من رفع الأسعار وبطء التنمية، خرج المئات عقب صلاة الجمعة في مسيرة تحت مسمى جمعة «الوطن يباع»، وذلك بالتنسيق مع الحراك الشبابي والشعبي في محافظات عدة، وارتفعت فيها سقوف الشعارات التي تطاول المسؤولين الاردنيين. وقال بيان صادر عن الحراك الشعبي تُلي في مسيراته في محافظات المملكة إن «الحكومة الحالية وهي تعلن أنها ستقوم برفع أسعار بعض الخدمات والاحتياجات الضرورية للمواطنين الأردنيين البسطاء، لا تعي أن الاقتراب من لقمة الخبز، وهي ما تبقى للمواطن للعيش عليه، سيؤدي الى زيادة الاحتقان ويرفع وتيرة التوتر ويؤدي الى دفاع الناس عن حقهم بالحياة». وشكّك البيان في نية الدولة اجراء اصلاحات، قائلاً ان «القبضة الامنية والقمع واستخدام العنف ما كان ليحصل لو ان صنّاع القرار عقدوا العزم على الاصلاح، لكن تلك القبضة والقمع خير مثال على ان اركان القرار لا يزالون يماطلون ويشترون الوقت لعل مؤسسة الفساد تنجو من غضب الشارع». وهاجم السياسات الرسمية التي يظهر يوما بعد يوم «حجم ومدى الخراب الذي احدثته من خلال الحكومات والقرارات الرسمية الرعناء المختلفة في بنية الدولة والمجتمع، ويظهر جلياً كيف عملت تلك السياسات على إغراق الوطن في أكبر وأخطر مديونية عرفتها دولة بحجم الأردن لم تؤد الى إنجاز وطني يذكر». يذكر ان حجم المديونية يتزايد باضطراد في المملكة ليتجاوز 17 بليون دولار رغم كل الإجراءات الحكومية من خصخصة وشراء ديون للتقليل منها على مدى السنوات العشر الماضية. كما خرج العشرات من المصلين في مدينة معان في المسيرة الاسبوعية، ونظم حراك الشوبك المجاورة لمعان وقفة احتجاجية ومهرجاناً خطابياً أمام مسجد التقوى رفع خلالها شعارات تقول: «جيوبنا ليست آبار نفط»، و«مجلس النواب للعرّاب». وانطلق الحراك الشبابي والشعبي في الكرك بمسيرة شارك فيها العديد من ابناء المدينة، وشهدت سقفاً عالياً من الهتافات التي توعدت بمحاسبة الفاسدين. وهتف المشاركون: «ارفع ارفع هالأسعار، عالمواطن يا سمسار»، و«ارفعها وغليلي الطحين، وبرّي عوض الله وشاهين». وفي السلط شمال غرب عمان، خرج العديد من المصلين عقب صلاة الجمعة في مسيرة للحراك الشبابي والشعبي في المدينة هتفوا فيها ضد الفساد، مطالبين بعدم رفع الأسعار بل بمحاكمة الفاسدين وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة.