كشفت وحدات مكافحة الإرهاب التونسية «خليةً إرهابية كبيرة» كانت تخطط لاستهداف منشآت مدنية وأمنية وسياسيين وإعلاميين ورجال أمن، فيما صادق المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) على قانون الموازنة التكميلي الذي يواجه انتقادات شديدة لتضمنه إجراءات تمس المقدرة الشرائية للتونسيين. إلى ذلك، قرر رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة أمس، دعوة احتياط الجيش «للمساهمة في تأمين الانتخابات» العامة المقرر إجراؤها قبل نهاية العام، وحجب المواقع الإلكترونية «المرتبطة بالإرهاب» وتعقب القائمين عليها. واتُخِذت هذه القرارات خلال اجتماع «خليّة الأزمة» المكلفة متابعة الوضع الأمني في تونس، والتي تضم وزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية والشؤون الدينية. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس: «إن الوحدات الأمنية تمكنت من توقيف خلية إرهابية تضم 21 شخصاً يتوزعون على 5 مجموعات ويخططون لاستهداف قيادات أمنية وشخصيات سياسية وإعلامية ومدنيين ومنشآت سياحية وأمنية». وذكر العروي أن الخلية التي كشفتها وحدات الحرس الوطني (الدرك)، تتألّف من 5 مجموعات موزعة على مدن «سكرة» و «الكرم» و «رواد» و «دار فضال» في إقليم تونس الكبرى (العاصمة وضواحيها) ومدينة «الشراردة» في محافظة القيروان وسط البلاد (160 كلم جنوب العاصمة)، مشيراً إلى وجود 9 أعضاء آخرين في الخلية في حالة فرار. وكشف الناطق باسم الداخلية عن حجز 3 سيارات كانت مُعدَّة للتفخيخ ودراجات نارية ومناظير ليلية وكواتم صوت مسدسات، إضافةً إلى كميات كبيرة من «الأمونيتر» (مواد شديدة الانفجار)، مؤكداً انتماء أعضاء الخلية إلى تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي المحظور. وصنفت السلطات التونسية تنظيم «أنصار الشريعة» من ضمن التنظيمات الإرهابية وحظرت كل نشاطاته الإعلامية والدعوية بعد اتهامه بالضلوع في عمليات إرهابية واغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في تموز (يوليو) من العام الماضي والمعارض اليساري شكري بلعيد في شباط (فبراير) 2013 أيضاً. وأشار العروي إلى أن «هذه الخلية الإرهابية ترتبط بمجموعات أخرى تم كشفها سابقاً، وقال: «تطور العمل الاستخباراتي مكّن من كشف هذه المخططات، وهناك تنسيق ميداني واستخباراتي مباشر مع الجانب الجزائري على الحدود المشتركة بي البلدين (غرب تونس)». ولفتت الداخلية التونسية إلى أن «الخلية الإرهابية» تتحرك بأوامر من جهات أجنبية لم تذكرها. وترتبط الخلية التي كُشفت في الأيام القليلة الماضية وفق قيادات أمنية، بالمجموعات المسلحة التي تنفذ عمليات في جبل الشعانبي والجبال التي تمتد على محافظات جندوبة والكاف والقصرين الحدودية مع الجزائر (غرب).