قالت مصادر سياسية شيعية إن احد أبرز مكونات «ائتلاف دولة القانون» أبلغ إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي صعوبة التصويت له، فيما حال مسعى المالكي للعب دور «صانع الملك» من ترشيح إبراهيم الجعفري للمنصب. وطلب رئيس الجمهورية من مكونات «التحالف الوطني» الشيعية تجنيبه الحرج الدستوري، مع انتهاء المهلة الخاصة بتكليف الكتلة الأكبر اختيار رئيس لمجلس الوزراء أمس، وتم تكييف تمديد المهلة باعتبارها أيام عيد الفطر خارج الفترة الدستورية المقررة أسبوعين من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية. وقال مصدر سياسي شيعي ل «الحياة» إن «آخر ما آلت اليه محادثات القوى الشيعية، حتى عصر أمس، هي أن مكوناً مهماً داخل دولة القانون نصح المالكي بتقديم مرشح بديل لصعوبة التصويت له». ويضم «دولة القانون»حزب «الدعوة» (25 نائباً)، و «مستقلون» (21 نائباً) بزعامة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، و «بدر» (25 نائباً) بزعامة وزير النقل هادي العامري. بالإضافة الى نحو 25 نائباً لشخصيات سياسية مرتبطة بالمالكي، بينهم عدد من أقاربه. وأوضح المصدر أن «هذا المكون يرى أمية تفوق دولة القانون بنقطة تفاوضية جوهرية، وهي عدم اعتراض كل القوى السياسية الشيعية والسنية على أي مرشح غير المالكي، ما يعني إمكان ترشيح أي شخص حتى لو كان قريباً منه وموالياً له». وترقب «انشقاقاً داخل دولة القانون إذا استمرت أزمة اختيار رئيس للوزراء حتى منتصف الأسبوع المقبل، ما يجبر المالكي على تقديم بديل له في اللحظات الأخيرة». وأوضح أن «المالكي يخشى أن يضعف موقعه التفاوضي إذا تم تكليفه تشكيل الحكومة وفشل، وهو الآن يبحث عن دور صانع الملوك كي يحتفظ بنفوذ واسع في الحكومة المقبلة عبر رئيس وزراء جديد قريب منه شخصياً ولا يشك في ولائه». وأكد المصدر أن «إيران تدعم بقاء المالكي لاعباً أساسياً في العملية السياسية لاعتبارات عدة، بينها أن التنسيق بين الطرفين في الجوانب الأمنية الخطيرة وإفساح المجال أمام الفصائل الشيعية تم توفيره بغطاء من المالكي». وأضاف إن «ترشيح الجعفري تراجع أمس مقابل صعود حظوظ كل من نائب رئيس البرلمان حيدر العبادي وطارق نجم، مدير مكتب المالكي، وكلاهما من حزب الدعوة»، وأكد أن «الائتلاف الوطني أكد قبوله أياً من هذين المرشحين». وكان تيار «الإصلاح الوطني» الذي يتزعمه رئيس «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري أعلن مساء الخميس أن التحالف بات قريباً جداً من ترشيح شخصية مقبولة وطنياً لرئاسة الوزراء، في إشارة إلى زعيمه الجعفري. وبحث رئيس البرلمان سليم الجبوري الليلة قبل الماضية مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم موضوع حسم قادة التحالف الوطني موضوع تسمية مرشح لرئيس الحكومة المقبلة. وقال بيان لمكتب الجبوري صدر أمس إن الجبوري بحث مع معصوم ملف تسمية التحالف الوطني مرشحه لرئاسة الوزراء، وأكد أنه «لا بد أن يحسم ملف ترشيح رئيس الوزراء خلال المدة الدستورية». وشدد الجبوري على «ضرورة حسم هذا الملف بالسرعة الممكنة وعدم تجاوز التوقيتات الدستورية» معرباً عن أمله بحسم اختيار رئيس الوزراء خلال الساعات المقبلة.