أكدت وزيرة الإعلام البحرينية سميرة رجب ل «الحياة» أن «التصريحات الإيرانية بشأن ضم البحرين إلى إيران تخرج عن كل الأطر العقلانية والموضوعية والسياسية، وعن كل أطر العلاقات وحسن الجوار»، مشيرة إلى أنه لم يسمع في العالم أن دولة تنتهك سيادة دولة أخرى بهذا الأسلوب الصارخ. وأشارت إلى أن «إيران في هذا الموقف فقدت موازينها، والبحرين تعتبر هذا الأمر تدخلاً مباشراً في الشأن البحريني وتعدياً واضحاً على سيادتها وعلى هويتها، مؤكدة أن البحرين كانت عربية وستبقى عربية، واليوم الشعب البحريني يتحد في موقف واحد مع قيادته لمواجهة مثل هذا التعدي السافر». وذكرت رجب أن «الاتحاد الخليجي يبدو أنه يخيف دائماً كل من يملك نوايا سيئة تجاه البحرين أو دول الخليج، وأملنا أن نعي أهمية هذا الاتحاد وأن نمضي قدماً، ولن نسمح لإيران أو غيرها بأي منفذ للتدخل في شؤوننا، وفي النهاية الشعوب الخليجية يقظة وتعرف معنى هذا التحدي وأهدافه». وأوضحت أن« دول الخليج لم تكن في يوم من الأيام ذات أطماع أو تصريحات استفزازية ضد دول قريبة أو جارة لها، وما تمارسه إيران اليوم لا يدل على أي شيء يدعم حس حسن الجوار، وللأسف أن هذا النظام يملك هوية إسلامية ويمارس هذا الدور ضد المسلمين، وعلى رغم ذلك تدعي مناصرة فلسطين في الوقت الذي تمارس فيه دور الفتنة بين الدول العربية والإسلامية». وكانت إيران في الوقت الذي انطلقت فيه القمة التشاورية الخليجية التي تبحث الاتحاد بين السعودية والبحرين ودول الخليج، أطلقت تصريحات على لسان رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني، أول من أمس (الإثنين)، بأن البحرين ليست لقمةً سائغةً تبتلعها السعودية بسهولة. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن لاريجاني قوله في معرض إجابته عن مطالبة أحد النواب باتخاذ إجراءٍ ديبلوماسي جادٍ في ما يتعلق بخطة السعودية والبحرين لإقامة اتحاد سياسي، إن «البحرين ليست لقمةً سائغةً بإمكان السعودية ابتلاعها بسهولة والاستفادة منها». ووصف هذا النوع من الممارسات بأنها تثير الأزمات في المنطقة، قائلاً إن «هذه التصرفات البدائية في الظروف الراهنة في المنطقة لها تأثيراتٌ سيئة على هذه الدول التي تتعامل مع هذه القضايا». وكان ممثل أهالي مدينة زاهدان النائب حسين علي شهرياري، قال مخاطباً رئيس المجلس: «كما تعرفون فإن البحرين كانت المحافظة ال14 في إيران حتى عام 1971، ولكن - مع الأسف - وبسبب خيانة الشاه والقرار السيئ الصيت لمجلس الشورى الوطني آنذاك، فإن البحرين انفصلت عن إيران». وأضاف شهرياري، الذي يترأس لجنة الصحة والعلاج في المجلس: «إذا كان من المُفترض حدوث أمرٍ ما في البحرين، فإن البحرين من حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وليس السعودية». وكان 190 نائباً إيرانياً دانوا أمس ما وصفوه ب «المشروع السعودي لضم البحرين»، ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن بيانٍ أصدره 190 نائباً من أصل 310 في مجلس الشورى الإيراني، أن «هذه الخطوة اللا منطقية، لا شك ستؤدي إلى تعزيز الانسجام والاتحاد بين الشعب البحريني في مواجهة المحتلين، وستنقل الأزمة البحرينية إلى السعودية، وستدفع المنطقة إلى فوضى أكبر».