تعقد في الرياض اليوم (الاثنين) قمة تشاورية لقادة المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي، وسط دلائل قوية تؤكد أن خطوات التحول من مرحلة التعاون إلى الاتحاد – التي اقترحتها مبادرة تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – ستكون في صدارة محادثات القادة الخليجيين. وفيما أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة ل«الحياة» أن التوصيات في شأن الانتقال إلى الاتحاد الخليجي سترفع للقادة للبحث فيها، أبلغ مسؤول خليجي «الحياة» في لندن أن قمة الرياض التشاورية ستسفر عن «إعلان نوايا» في شأن الاتحاد بين السعودية والبحرين وقطر، ورجح انضمام الكويت إلى الإعلان، على أن تنضم الإمارات وعُمان إلى الإعلان في وقت لاحق. ورفض وزراء خارجية دول مجلس التعاون الإدلاء بأي تصريحات أمس في شأن اجتماعهم الذي مهّد للاجتماع التشاوري اليوم. بيد أن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة قال ل«الحياة» إن الاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية أمس لم يناقش الشأن السوري. واكتفى بالقول إن موضوع الاتحاد الخليجي سيُرفع إلى القادة ليتم البت فيه. وأضاف: «لم نتلق أي توجيه في هذا الشأن قبل انعقاد القمة، واليوم (الاثنين) سيحمل كل الإجابات على ما من شأنه البحث في القضايا المهمة». وأشار وزير خارجية البحرين إلى أنه سيُرفع تقرير خاص إلى القمة. وقال: «بعد الاطلاع عليه تصدر التوصيات والقرارات المختصة في هذا الشأن». وأكد آل خليفة أن اللقاء الوزاري ناقش العلاقات والتعاون مع الولاياتالمتحدة، والاجتماعات المقبلة التي ستعقد بخصوص اليمن، إضافة إلى اجتماع خاص سيعقد مع روسيا. وفي لندن، أكد مسؤول خليجي رفيع المستوى أن الرياض ستشهد اليوم (الإثنين) خلال القمة التشاورية إعلان نوايا في شأن الاتحاد بين ثلاث دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، هي المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر، ويرجح الكويت كذلك، على أن تنضم الى الاتحاد لاحقاً دولة الإمارات وعُمان. وشدد المسؤول على أن إعلان النوايا «لن يكون حبراً على ورق» بل هو بداية جدية للعمل من أجل وضع الخطط التفصيلية لتنفيذ ما تعنيه كلمة الاتحاد بين تلك الدول، في المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية. ونبّه الى أن الظروف الدولية والإقليمية تجعل الاتحاد «مطلباً شعبياً ملحاً»، مذكّراً بأن دول المجلس أظهرت وحدة في المواقف السياسية والأمنية ازاء أحداث البحرين العام الماضي، والنزاع بين دولة الإمارات وإيران على الجزر الإماراتية. مضيفاً ان هناك إدراكاً لأهمية «وحدة القرار والصف». وحول عدم مشاركة عمان ودولة الإمارات في إعلان الاتحاد، قال المسؤول الخليجي: «لكل من الإخوة ظروفه الخاصة، والمهم أن الجميع موافق على إقامة هذا الاتحاد، وينضم اليه مَن ينضم حين يجد الوقت مناسباً له». واستدرك ان «التجارب المرة التي مرّ بها بعض دول الخليج، لا بد من أن تكون حافزاًَ لها للانضمام الى هذا الاتحاد»، مستذكراً مواقف دول مجلس التعاون إبان غزو صدام حسين الكويت. وانتقد أي مشكك في «جدية مشروع الاتحاد أو شرعيته»، معتبراً ان مَن يرفضه يشكك في انتمائه الى قوميته العربية والخليجية، ومشيراً الى ان بعضهم دعا الى إجراء استفتاء على الاتحاد في بعض دول المجلس، وتساءل: «هل يُستفتى المواطن على ثوابت وجوده وحياته مثل وطنيته أو قوميته أو دينه؟»