رأى الفنان حميد الشاعري أن فكر شركات الإنتاج تغير خصوصاً بعد إنتشار الأغاني عبر مواقع الإنترنت المختلفة، مؤكداً أنه خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي قدم أفضل الأغاني والألحان على مستوى العالم وليس مصر فقط ووصفها بالفترة الذهبية له، معتبراً أن ما قدمه ليس ثورة في الغناء في ذلك الوقت، بل شكل جديد نال استحسان الشباب وتواصلت نجاحاته مع الألبومات التي قدّمها. وأضاف الشاعري في حديث إلى «الحياة» أنه انشغل في الفترة الماضية بتسجيل وتصوير أغاني ألبوم جديد يعود به الى جمهوره، بعد غياب طال نحو 8 سنوات منذ أن قدم ألبوم «روح السمارة»، مشيراً إلى أن تسجيله الألبوم الجديد للمرة الأولى بتقنية ثلاثية الأبعاد، يطلق عليه «H glosses» في شكل نظارة شمس الكترونية تعرض أغاني الألبوم وكواليسها إلكترونياً، وتعمل عبر تقنية ال wifi في الأفراح والمناسبات العامة. وأوضح الشاعري أن فكرة النظارة الإلكترونية أتت لمواجهة ظاهرة قرصنة الألبومات على المواقع الإلكترونية التي أضرّت بسوق الموسيقى العربية في السنوات الأخيرة. وأرجع تأخره عن إصدار ألبوم جديد نحو 8 سنوات إلى اختلاف التناول لدى المستمع وظاهرة قرصنة الأغاني على المواقع الإلكترونية، لافتاً إلى أنه ليس ضد التطور التقني وتطويعه في سوق الموسيقى، «لكن أسلوب الاستماع إلى الأغنية بات يختلف كلياً عنه في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. الجمهور كان يذهب ليشتري أشرطة الكاسيت لمطربه المفضل، ويسمعها بأسلوب خاص وإيقاع هادئ بعيداً من عصر السرعة الذي نعيشه حالياً». ولفت إلى أن زيارته الأولى لمصر لم تكن لاحتراف الفن وإنما لاستكمال دراسة الطيران، وأن الفن كان هواية له، فقد سجل مجموعة من الأغاني على شريط كاسيت وسجلها في لندن وعرضتها مجموعة من أصدقائه على شركة إنتاج فني، فكان أن تعاقدت معه. ولسوء حظه أغلقت الشركة أبوابها. بعد ذلك حصل على 2400 جنيه نظير الغناء والتلحين والتوزيع بعقد احتكار لمدة ست سنوات تقريباً. وأوضح أن خبرته في التوزيع الموسيقي والتلحين أتاحت له فرصة التحرك بحرية أفضل والاختيار بين النغمات الموسيقية، ما أكسبه القدرة على إيصال اللحن والإحساس إلى الجمهور. وأشار إلى أنه ابتعد عن تقديم الحفلات الغنائية وآخر حفلة أحياها كانت عام 1994، فالحفلات تتطلب بروفات لمدة لا تقل عن إسبوع وتتطلب منه طاقة ووقتاً. وقال إنه اكتشف العديد من نجوم الصف الأول من ثمانينات القرن الماضي إلى الآن، منهم علي حميدة وهشام عباس وإيهاب توفيق وحكيم ومصطفى قمر وحمادة هلال وعلاء عبدالخالق وفارس ومنى عبدالغني، وكان آخرهم هيثم شاكر، إضافة إلى بعض الأصوات التي سيقدمها في الفترة المقبلة. وعبّر عن سعادته بنجاح تتر مسلسل «كيد الحموات» بطولة ماجدة زكي وهالة صدقي وسوسن بدر ومي سليم، الذي قدمه مع زميله هشام عباس. وأوضح أن فكرة إعادته للأغاني القديمة كانت لها قصة معه، فعندما بلغ ابنه عمر ال 4 سنوات، كان التلفزيون يعرض فيلماً للموسيقار فريد الأطرش، فسأله ابنه من هذا؟ فشعر بأن هناك كارثة يعانيها الجيل الجديد، لذا قرر أن يعيد توزيع أغنيات الجيل القديم حتى يعرّف الجيل الجديد عليها.