خرج آلاف من ضباط الشرطة البريطانية إلى الشوارع في لندن الخميس في تعبير نادر عن غضبهم من خطة التقشف التي تطبقها الحكومة لينضموا إلى تظاهرة احتجاج لموظفي القطاع العام ومن بينهم موظفو إدارة الهجرة والجنسية وموظفو الرعاية الصحية وضباط السجون. وقدرت النقابات عدد المشاركين في التظاهرات بحوالى 400 ألف من موظفي القطاع العام في احتجاج أصغر من الاحتجاج الذي خرج في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما شهدت بريطانيا أكبر إضراب في سنوات ولكنها كانت تعبيراً مهماً عن الاستياء بعد أن مني رئيس الوزراء ديفيد كامرون بهزيمة ثقيلة في الانتخابات المحلية. لكن الحكومة قدرت عدد المحتجين ب 150 ألفاً فقط ورفضت التحرك باعتباره «غير ذي جدوى». وقال فرانسيس مود وزير شؤون مجلس الوزراء ان الخدمات العامة لم تتضرر بشكل رئيسي. غير ان ظهور حوالى 30 ألفاً من ضباط الشرطة في مسيرة في وسط لندن كان محرجاً لحكومة المحافظين التي يرأسها كامرون والتي تفاخر بأنها حزب القانون والنظام. وساهم خفض الموازنة وتقرير أعد بتكليف من الحكومة أوصى بالسماح بإقالة ضباط الشرطة وخفض المرتبات وزيادة سن التقاعد في أثارة مشاعر القلق. وفي ايطاليا، اشتبك متظاهرون في مدينة نابولي مع الشرطة خلال تظاهرة احتجاج على الضرائب، في حين شهدت روما مسيرة دمى مشنوقة في إشارة إلى حالات الانتحار، في وقت انتحر رجل أعمال جنوب البلاد. وافادت وكالة انباء «أنسا» الإيطالية ان حوالى 200 محتج معارض للسياسات الضريبية اشتبكوا مع الشرطة في نابولي امس، بعد أن هاجم المتظاهرون بالبيض المطلي بالأحمر مكتباً لوكالة جمع الضرائب (إكويتاليا). ومن ثم قام المتظاهرون برمي الحجارة والزجاجات الفارغة على عناصر الشرطة الذين تحركوا لحماية المكتب. وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين مستخدمة العصي والدروع، ما أدى إلى إصابة محتج على الأقل بجروح. وفي روما، قام أعضاء من حزب «لا ديسترا» اليميني المتطرف بتعليق دمى بشرية مشنوقة في أنحاء العاصمة، في إشارة إلى حالات الانتحار المتكررة في البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية. وقال الناطق باسم الحزب جيليانو كاستيلينو ان حالات الانتحار هي بمثابة «تقرير حرب» وسببها «تقليص وإلغاء الحقوق من قبل حكومة غير منتخبة فرضتها أوروبا». وسأل: «كم شخص عليه أن يموت قبل أن تغادر هذه الحكومة؟». وقرب بلدة مولفيتا الجنوبية، انتحر رجل الأعمال غيبوسيبي رينولا (46 سنة)، في حالة جديدة تضاف إلى حالات الانتحار المستمرة وشبه اليومية بسبب الأزمة الاقتصادية. وقال أقارب رينولا إنه لم يُمنح قروضاً من المصارف بسبب ديونه الكثيرة. وارتفعت حالات الانتحار المرتبطة بأسباب اقتصادية في إيطاليا ما بين عامي 2008 و2010 بنسبة 24.6 في المئة، بينما زادت محاولات الانتحار بنسبة 20 في المئة، وفاق عدد المنتحرين منذ بداية هذا العام العشرين شخصاً بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد وتراكم الديون على المواطنين. وقرب ميلانو، هاجم مقاول بناء مفتشي ضرائب في مكتب محاسبة وأصابهما بجروح طفيفة، في حادث ليس الأول من نوعه في البلاد. وكان إيطالي احتجز الخميس الماضي موظفين وزبائن في فرع لوكالة الضرائب الإيطالية، وتبيّن أنه رجل أعمال قام بفعلته نتيجة اليأس من وضعه الإقتصادي وديونه.