يتحدد الطرف الأول في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال مساء اليوم، عندما يستضيف الأهلي نظيره الهلال في إياب دور الأربعة، وكانت مواجهة الذهاب انتهت لمصلحة الأهلي بهدف من دون رد، وهو ما يعطي الفريق الأهلاوي أفضلية التأهل في حال الفوز أو التعادل، فيما تغلب الهلال بهدف من دون رد، سيدخل الفريقين أشواطاً إضافية، وربما تصل الحال إلى ركلات الترجيح، فيما يحتاج الفريق الأزرق إلى الفوز بأكثر من هدف للعودة ببطاقة الترشح للمباراة الختامية. الأهلي قدم مستوى كبيراً في مباراة الذهاب، وكان بالإمكان الفوز بأكثر من هدف لو أحسن المهاجمون استثمار الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم أمام المرمى الأزرق، ومتى ما واصل اللاعبون المستوى والروح ذاتهما لن تكون المهمة صعبة في مواصلة المشوار نحو المباراة النهائية والمحافظة على اللقب، والمدرب التشيخي غاروليم يتعامل بعقلانية مع قدرات لاعبيه، ووُفِّق كثيراً في إيجاد منظومة رائعة تؤدي أفضل العطاءات داخل الميدان، وباتت الخطوط الخضراء الأفضل بين الفرق كافة، من خلال التجانس بين الخطوط، والأداء الجماعي الذي جعل الهجمة الأهلاوية في غاية الضراوة، إضافة إلى صعوبة اختراق الخطوط الخلفية. وعلى رغم الفرص العديدة التي تمنح الأهلي فرصة بلوغ المباراة النهائية، إلا أن مدربه لن يلتفت إلى غير الفوز ولا شيء غيره، ولا سيما أن فريقه يعيش أفضل أحواله الفنية، إذ يمتلك قوة ضاربة في خط المقدمة بوجود المهاجم البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني، وكلاهما يشكل خطراً دائماً على دفاعات الخصوم، ومن خلفهم صانع اللعب كماتشو، فهو مصدر الخطورة الحقيقية، سواء بتجهيز الكرات السهلة أمام المهاجمين، أم التنفيذ الرائع للكرات الثابتة، كما أن تيسير الجاسم له بالغ الدور في منتصف الميدان على الشقين الدفاعي والهجومي، فيما يمثل عبدالرحيم الجيزاوي مهاجماً ثالثاً في حال الارتداد صوب مرمى الخصم، وينجح دائماً في فتح جبهة هجومية على الطرفين الأيسر والأيمن، وهوما يتيح مساحات واسعة أمام المهاجمين فيكتور والحوسني بين دفاعات الفريق المقابل. تمتاز الكتيبة الخضراء بوجود أسماء قادرة على التسجيل، إذ يعتمد غاروليم على لاعبي الوسط تيسير الجاسم وكماتشو في الوصول إلى شباك الخصم، في حال فشل المهاجمون في ذلك، كما أن المدافعين لهم حضور تهديفي، ولا سيما كامل الموسى. وعلى الطرف الآخر، يدخل الهلال المباراة بفرصة الفوز ولا شيء غيره، والمدرب التشيخي هاسيك أمام مهمة صعبة للغاية، في ظل تدهور الأوضاع الفنية للفريق، وغياب الروح المعنوية للاعبين، والجماهير الزرقاء تحمّل المدرب جل المشكلات التي تعاني منها الخطوط الزرقاء، إذ يفشل في التعامل مع قدرات اللاعبين، إلى جانب عدم القراءة الصحيحة لأوراق الخصم، وبات الفريق يلعب من دون أي تكتيك فني داخل الميدان، ومن السهل جداً الوصول إلى مرماه من أقصر الطرق، إلى جانب الأداء الفردي لمعظم اللاعبين. الفريق الأزرق يعاني الأمرين، فالمدرب لم يعد قادراً على إعادة ترتيب الصفوف، إذ يقف متفرجاً على ضياع فريقه داخل المستطيل الأخضر، إضافة إلى عدم مبالاة بعض اللاعبين، وهو ما جعل الاستعراض المهاري وإهدار الفرص السهلة، شيئاً غير مستغرب، وإذ ما واصل الفريق الحضور الفني ذاته في المباراة السابقة، سيعود بهزيمة ثقيلة تؤثر في مسيرته في الاستحقاق الآسيوي، والمدرب التشيخي مطالب بترميم الخطوط الخلفية ومحاولة إيجاد ساتر دفاعي في منتصف الميدان للتغلب على ضعف رباعي الدفاع، وتواضع مستوى حارس المرمى حسن العتيبي. لا يمكن الحديث عن مصدر الخطورة في الفريق الأزرق في ظل تأرجح مستويات كافة اللاعبين، فأحمد الفريدي يعشق الاستعراض الفردي بغض النظر عن نتيجة المباراة، وسالم الدوسري خارج الخدمة منذ التألق في صفوف المنتخب أمام أستراليا، والأطراف معطلة تماماً بوجود عبدالله الزوري وعبدالله الدوسري، كما أن المحترفين الأجانب حضورهم لا يختلف كثيراً عن غيابهم، عدا المغربي عادل هرماش الذي يعد أفضل السيئين، في ظل حاجة الفريق إلى لاعب محور ارتكاز.