توفيق الله لخادم الحرمين الشريفين للأعمال الصالحة النافعة، ثم التوفيق لتهيئة أسبابها وتيسير وسائلها وتذليل صعابها، وقال: «نصوص الآثار وقراءة التاريخ تدلنا على الرغبة والحرص على إيجاد المصلحة العامة وحمايتها والصفقة المشتركة بين هذه المشاريع للمدن الجامعية لمرحلتها الثانية التي احتفل بتدشينها يوم الإثنين التاسع من شهر جمادى الآخر بمبلغ قدره 81 ملياراً و500 مليون ريال، التوفيق لها ثم التوفيق بفضل الله وإنعامه بوجود القدرة المادية على تنفيذها، هذه القدرة التي لم تكن متوقعة ولا مخططاً لها وإنما كانت بفضل الله». إنني أعرب عن عظيم شكري وامتناني لخادم الحرمين الشريفين وحكومته سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم. وإن ما تنفذه الحكومة السعودية من مشاريع عديدة عملاقة في كافة مناطق ومدن المملكة ومنها مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بهدف تيسير أداء الفريضة وراحة الحجيج، وبخاصة توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تمثل جهداً عظيماً غير مسبوق وبقدر ما هي واجب إسلامي كما يؤكده قادة هذه البلاد إلا أنها تظل مصدر فخر واعتزازٍ ليس للمملكة فحسب وإنما للمسلمين في شتى أنحاء الأرض. لا شك أن التوسعات في الحرمين الشريفين والمشاريع الحديثة التي رأيناها في المشاعر المقدسة والخدمات التي قدمت إلينا قد تكلفت الكثير والكثير من الأموال الطائلة التي تعجز دولة أخرى عن توفيرها لمواطنيها. أما المملكة العربية السعودية فقد قدمت كل ذلك لمرضاة الله لكي يؤدي الحجاج مناسكهم في يسر وسهولة فنحمد الله على أن يهيئ لنا أداء الحج في كل عام وشكراً لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما قدمته لضيوف الرحمن من خدمات راقية (حفظ الله قائد المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز) الذي يرعى الدين الإسلامي الحنيف ويبذل كل ما في وسعه لإرساء مجتمع مسلم نظيف ونعتبر هذه المشاريع الجبارة، وبخاصة مشاريع توسعة الحرمين الشريفين أهم المشاريع التي وظفت لخدمة المسلم الحاج والمعتمر القادم من كل أقطار العالم، ونسأل الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويرعاه حتى تبقى المملكة مثلاً حيّاً لديننا الحنيف. كلمات صادرة من الأعماق تعبر عن امتنان المسلم الذي خاض المشاق وتحدى ظروفه وخلف وراءه ما يعانيه سعياً إلى بيت الله لكي يكون ضيفاً على الله عز وجل، ليدعو تحت الملتزم لكي يفرج الله كربه ويغفر ذنبه ويثيبه على ما تكبده من السفر قاطعاً آلاف الأميال ليملأ عيونه بالكعبة المشرفة ومن مثوى سيد البشر والمرسلين صلى الله عليه وسلم. لقد حمل كل منهم قصته وهمومه وذنوبه على كتفيه قاصداً بيت الله ليتركها على أعتاب البيت وفي فضاء عرفات ليعود إلى وطنه خفيفاً كما ولدته أمه نظيفاً من الذنوب والهموم. [email protected]