توفيق الله لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله للأعمال الصالحة والنافعة، ثم التوفيق لتهيئة أسبابها وتيسير وسائلها وتذليل صعابها، ونصوص الآثار وقراءة التاريخ تدلنا على ان مثل هذه الألوان والمظاهر والتوفيق إنما هي نتيجة صلاح النية والشفقة على الرعية والحرص على ايجاد الصالح العام وحمايته والصفقة المشتركة بين هذه المشاريع والتوسعة التي امر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله للمسجد النبوي الشريف في وضع حجر الاساس لهذه التوسعة الكبرى والتي تشرف بوضع حجر الاساس لها حفظه الله في الثامن من شهر ذي القعدة الماضي والتي تستوعب 1.6 مليون مصل ليقترب استيعاب المسجد الى ثلاثة ملايين مصل وان التوسعة التي امر بها هي توسعة تاريخية كبرى للحرم النبوي الشريف وتأتي ايضا امتثالاً لأمر رب العزة والجلال في كتابه العزيز (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ) وها هو حفظه الله يتمثل لهذا الأمر وان عنايته رعاه الله بالحرمين الشريفين ليست بغريبة عليه ففي المسجد الحرام كانت توسعته العملاقة للمسعى الذي ضاعف استيعابه عدة مرات فبعد ان كان يضيق بالساعين اصبح الآن ولله الحمد سهلا ومريحا، ثم أمر بالتوسعة الكبرى للمسجد الحرام من جهتيه الشمالية والشرقية فأزيلت المباني واضيفت الى المسجد الحرام مساحات كبيرة وشاسعة تتسع لملايين المصلين والزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن ببيت الله الحرام حيث إن التوفيق لها ثم التوفيق بفضل الله سبحانه وتعالى وإنعامه بوجود القدرة المالية على تنفيذها وهذه القدرة التي لم تكن متوقعة ولا مخطط لها وإنما كانت بفضل الله. إنني اعرب عن عظيم شكري وامتناني لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وحكومته سائلا الله سبحانه وتعالى ان يجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم. وإن ما تنفذه الحكومة السعودية من مشاريع عملاقة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بهدف تيسير أداء الفريضة وراحة الحجيج وخاصة توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تمثل جهداً عظيماً غير مسبوق وبقدر ما هي واجب اسلامي كما يؤكده قادة هذه البلاد إلا أنها تظل مصدر فخر واعتزاز ليس للمملكة فحسب وإنما للمسلمين في شتى أنحاء الأرض. لا شك أن التوسعات في الحرمين الشريفين والمشاريع الحديثة التي رأيناها في المشاعر المقدسة والخدمات التي قدمت إلينا قد تكلفت الكثير والكثير من الأموال الطائلة التي تعجز دولة أخرى عن توفيرها لمواطنيها. أما المملكة العربية السعودية فقد قدمت كل ذلك لمرضاة الله لكي يؤدي الحجاج مناسكهم في يسر وسهولة فنحمد الله على ان هيأ لنا اداء حج هذا العام وشكراً لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما قدمته لضيوف الرحمن من خدمات راقية (حفظ الله قائد المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز) الذي يرعى الدين الإسلامي الحنيف ويبذل كل ما في وسعه لارساء مجتمع مسلم نظيف ونعتبر هذا المشرع توسعة الحرمين الشريفين اهم المشاريع التي وظفت لخدمة المسلم الحاج والمعتمر القادم من كل أقطار العالم، ونسأل الله عز وجل ان يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويرعاه حتى تبقى مثلا حيا لديننا الحنيف. كلمات صادرة من الأعماق تعبر عن امتنان المسلم الذي خاض المشاق وتحدى ظروفه وخلف وراءه ما يعانيه سعيا الى بيت الله لكي يكون ضيفا على الله عز وجل، ليدعو تحت الملتزم لكي يفرج الله كربه ويغفر ذنبه ويثيبه على ما تكبده من السفر قاطعا آلاف الأميال ليملأ عيونه بالكعبة المشرفة ومن مثوى البشر والمرسلين صلى الله عليه وسلم. لقد حمل كل منهم قصته وهمومه وذنوبه على كتفيه قاصدا بيت الله ليتركها عند اعتاب البيت وفي فضاء عرفات، ليعود الى وطنه خفيفا كما ولدته أمه، نظيفا من الذنوب والهموم. نزار عبداللطيف بنجاب[email protected]