طهران - رويترز، أ ف ب، وكالة «مهر» - مُني الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بهزيمة من داخل معسكره المحافظ امس، بإعلان قريبه اسفنديار رحيم مشائي استقالته من منصب النائب الأول للرئيس الذي عيّنه فيه نجاد الأسبوع الماضي، إثر انتقادات حادة وجهها التيار المحافظ الذي اعتبر قرار تعيين مشائي «تحدياً» ودعا المرشد علي خامنئي إلى إقالته. في الوقت ذاته، وصل رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الى مدينة مشهد. ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن رفسنجاني الذي كان المحافظون انتقدوا الخطبة التي ألقاها خلال صلاة الجمعة الماضي، قوله انه سيلتقي «المسؤولين وعلماء الدين، لمناقشة قضايا البلد الحالية». وأفرج امس بكفالة قيمتها مئة الف دولار، عن حسين رسام المحلل السياسي في السفارة البريطانية في طهران، والذي كان اعتُقل في حزيران (يونيو) الماضي مع ثمانية إيرانيين آخرين من موظفي السفارة، أُطلقوا في الأسابيع الأخيرة، بعد اتهامهم بالتورط في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية. وقال عبد الصمد خورمشاهي محامي رسام انه سيُحاكم لاحقاً بتهمة القيام بأعمال تمس الأمن القومي. في غضون ذلك، أفادت قناة «برس تي في» الإيرانية أن مشائي «لم يعد يريد المنصب»، موضحة انه «استقال بعد ثلاثة ايام على تعيينه» نائباً أول للرئيس بسبب الجدل الذي أثاره تعيينه. ومشائي الذي كان نائباً للرئيس مكلفاً السياحة، مقرب جداً من نجاد، وابنته متزوجة من ابن الرئيس. وكان نجاد اعلن تعيينه نائباً اول للرئيس خلفاً لبرويز داودي الذي عُيّن مستشاراً رئاسياً. وكان مشائي قال في تموز (يوليو) 2008 ان ايران «صديقة لكل شعوب العالم بما فيها الشعب الإسرائيلي. ما من امة في العالم هي عدوتنا، وهذا فخر لنا»، ما اثار غضب رجال دين ونواب محافظين طالبوا بإقالته. واضطر خامنئي للتدخل، معتبراً كلام مشائي «غير صحيح وغير منطقي، لكن النزاع يجب أن ينتهي». وبعد ساعات على تصريح خامنئي، اصدر مشائي بياناً اعلن فيه انه يؤيد تماماً هذا الرأي. لكن نجاد رفض ابعاد مشائي عن منصبه آنذاك، معتبراً أن تصريحاته «حُرّفت». وتعرض مشائي لانتقادات، عندما استضاف حفلة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ارتدت فيه نساء ملابس تقليدية وحملن مصاحف أثناء عزف الموسيقى. واعتبر رجل الدين المحافظ احمد خاتمي تعيين مشائي «تحدياً لأعضاء مجلس الخبراء والبرلمان» الذي كان انتقد تصريحات مشائي العام 2008. وقال خاتمي، وهو أحد ائمة صلاة الجمعة وعضو في مجلس صيانة الدستور وحليف لنجاد، إن الرئيس الإيراني أظهر بتعيين مشائي «وجهاً ملتوياً لرجال الدين والنخبة». وأضاف: «يجب ألا يتحدى نجاد المحافظين بمثل هذه القرارات. وأطلب من الرئيس ان يبدله قبل أن يوجه إليه مزيد من الانتقاد». ورأى رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة حسين شريعتمداري ان «تعيين مشائي نائباً أول لنجاد، أحدث صدمة وأسفاً وقلقاً لدى الذين صوتوا له. من الضروري إلغاء تعيين مشائي». وأشار النائب حامد راساي، وهو حليف لنجاد، الى حساسية لدى المجتمع الإيراني حيال مشائي. ونقلت صحيفة «اعتماد ملي» عنه قوله: «أعتقد أنه كان من الأفضل ألا يُعيّن». ولفتت الصحيفة الى ان رئيس كتلة نواب رجال الدين محمد تقي رهبر، طلب تدخل خامنئي لإقالة مشائي. واعتبر النائب الإصلاحي درويش جهانبري ان بإمكان البرلمان «مساءلة نجاد بل وعزله بسبب هذا التعيين». ولا يحتاج تعيين نواب الرئيس، لموافقة البرلمان، خلافاً لتعيين الوزراء.