«من دون رحمة» شرعت بيديها في طعن طفلتين في أعوامهما الأولى، إذ قضت على حياة «فاطمة» (خمسة أعوام) فيما نجت «ريماس» (سبعة أعوام) من الموت، ومقتل شقيقتها لم يغب عن ناظريها، إذ إنها تتلفظ في المستشفى كلما أفاقت بقولها: «فطومة دمها طلع». بعد أن طردت الخادمة المنزلية «سكينة» من الجنسية الإثيوبية من كفيلها من دون دفع مستحقاتها أو إعطائها أية أوراق ثبوتية، أستقطبها المقيم حيدر صالح (سوداني الجنسية) لتراعي بناته الثلاث (ريماس وفاطمة وريم) خلال فترة غيابه وزوجته عن المنزل للعمل، إذ يمتهنان مهنة المحاسب والطب، إلا أنه لم يكن يعلم أنه بعد يوم واحد من قدومها أن تشرع في قتل ابنته فاطمة وسط طعن شقيقتها الكبرى وذهول الصغرى ذات العامين. ووصف خلال حديثه إلى «الحياة» مشهد الجريمة، إذ دخل المنزل بعد عودته من المستشفى بصحبة زوجته التي كانت تراجع طبيبها الخاص أول من أمس، بقوله: « قمت بفتح باب الشقة لأجد ابنتي الكبرى ريماس تجلس على الكرسي المقابل لباب الشقة وتقف بجانبها شقيقتها الصغرى ريم وهما في حال ذهول، وشعرت بوجود خطب ما، وسألت ريماس هل الأمور بخير؟ فحركت رأسها بالنفي، وسألتها عما جرى، فكان ردها فطومة ماتت». وأضاف: «لم أشعر بنفسي حين رأيت ابنتي ملقاة على الأرض بدمائها، إذ طعنتها الخادمة في منطقة البطن ونحرها، ومن ثم طعنت نفسها، ومن هول الموقف لم أنتبه إلى أن ابنتي الكبرى ريماس أصيبت هي الأخرى بطعنة من سكين الخادمة في منطقة الظهر إلا بعد اتصالي بالشرطة». ونوه برغبة الخادمة في العمل لمدة لا تتجاوز الأشهر ومن ثم العودة إلى بلادها، وتم الاتفاق معها على راتب شهري قدره 1300 ريال شهرياً في الوقت الذي كانت تتقاضى فيه 900 ريال شهرياً عند كفيلها. وعن الحالة الصحية لابنته الكبرى «ريماس» أكد أن حالتها مستقرة، عدا وجود تجمع دموي في منطقة الطحال بسبب الطعنة، بينما تعاني من صدمة نفسية بسبب رؤيتها لشقيقتها وهي تقتل، إضافة إلى رؤيتها للخادمة وهي تقوم برفع ملابسها وطعن نفسها، في الوقت الذي قامت فيه بالفرار من سكين الخادمة بعد تلقيها طعنة في الظهر، والاختباء مع شقيقتها الصغرى «ريم» تحت الكرسي حتى لا تجهز عليهما. من جهته أوضح، المتحدث الرسمي باسم شرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم الدكتور عاطي القرشي في بيان صحافي سابق أن الجهات الأمنية في شرطة الشرفية تلقت بلاغاً يفيد بطعن عاملة منزلية من جنسية أفريقية شقيقتين، نتجت من ذلك وفاة إحداهما وإصابة الأخرى، إذ تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج وحالتها مستقرة. وبيّن أن الخادمة طعنت نفسها بعد شروعها في الجريمة، وتم التحفظ عليها في المستشفى لمتابعة علاجها ومن ثم سماع أقوالها وإحالتها وكامل أوراق القضية إلى جهات الاختصاص.