دمشق - أ ف ب، رويترز - أعلنت جماعة إسلامية تدعى «جبهة النصرة»، لم تكن معروفة حتى اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية، مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق الخميس وأسفرا عن مقتل 55 شخصاً. وذكرت الجماعة في بيان حمل الرقم (4) بثته على موقع «يوتيوب» أنها «قامت بعملية عسكرية في دمشق ضد أوكار النظام استهدفت فرع فلسطين وفرع الدوريات» الأمنيين. وبررت الجبهة في بيانها هذه العملية نظراً «لاستمرار النظام في قصفه للأحياء السكنية في ضواحي دمشق وإدلب وحماة ودرعا وغيرها». مضيفة: «وقد صدقناه وعدنا بأن نرد عليه القصف بالنسف». وطالبت النظام السوري بوقف المجازر ضد السنة وحذرت من أن «ما هو آت أكثر كارثية»، ودعت السنة إلى الابتعاد عن مراكز قوات الأمن. وقتل 55 شخصاً على الأقل وأصيب 372 آخرون بجروح في انفجارين متزامنين هما من أعنف الهجمات منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من عام، هزا دمشق صباح الخميس، وأكدت السلطات أنهما «انتحاريان» يندرجان في إطار «الهجمة الإرهابية « عليها في حين اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلفهما. وكانت «جبهة النصرة» التي لم تكن معروفة قبل الاضطرابات في سورية، تبنت في أشرطة فيديو وبيانات منشورة على مواقع إلكترونية إسلامية عمليات تفجير في دمشق وحلب، أبرزها انفجاران استهدفا في 17 آذار (مارس) مركزين أمنيين في دمشق وتسببا بمقتل 27 شخصاً بحسب السلطات، وانفجار في السادس من كانون الثاني (يناير) في دمشق أدى إلى مقتل 26 شخصاً، وانفجار في حي الميدان في دمشق في 27 نيسان (أبريل) أودى بحياة أحد عشر شخصاً، بالإضافة إلى تفجيرين في حلب في 12 شباط (فبراير) قتل فيهما 28 شخصاً. وتتهم دمشق تنظيم «القاعدة» بالمسؤولية عن التفجيرات الانتحارية، إلا أن «المجلس الوطني السوري» المعارض يتهم السلطات السورية بتدبير هذه التفجيرات لتشويه صورة المعارضة. وكانت صحيفة «الثورة» السورية الحكومية اتهمت السبت دولا عربية واقليمية بتقديم التمويل والتسهيلات لتنظيم «القاعدة» لتنفيذ «عمليات ارهابية» في سورية بدعم من الغرب والولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها «اذا كانت التفجيرات فيها بصمات القاعدة فان الاطراف التي ساعدتها او ساعدت عناصرها ومولتهم وحرضتهم وقدمت لهم التسهيلات، تحمل في نهاية المطاف بصمات اميركا والغرب عبر ادواتهما القائمة في المنطقة سواء في الجوار التركي أم لدى دول عربية». وفيما حمّلت الصحيفة تنظيم «القاعدة» مسؤولية «الإرهاب الذي تمارسه» الا انها اعتبرت ان مسؤولية تلك الأطراف «توازيها بل في بعض الحالات تفوقها». واعتبرت الصحيفة التنظيم بأنه «اداة للاستئجار» تستخدمه قوى واطراف لتحقيق «غاياتها من خلال الارهاب» لافتة الى انه «يحتاج دائما الى عوامل وادوات ومناخ مثلما يحتاج الى ارض وممرات وتمويل وتحريض وتسهيلات».