تعود الممثلة نسرين الحكيم بزخم إلى الدراما السورية، بعد غيابها عام 2010، ومشاركتها المتواضعة في 2011، اذ تجسد دور البطولة النسائية في المسلسل الكوميدي «سيت كاز» مع النجم أيمن رضا والمخرج زهير قنوع وإنتاج «سورية الدولية»، وتحل ضيفة على كل من المسلسل الاجتماعي «المفتاح» ومسلسل البيئة الشامية «الأميمي». وتقول ل «الحياة» عن دورها في «ست كاز»: «ألعب شخصية «هنوف»، وهي مغنية عراقية بدوية حولت خيمتها على طريق سفر العراق- تدمر الى استراحة للسائقين، وتنشأ بينها وبين «معروف» (أيمن رضا) علاقة تؤدي إلى الحب والغناء والورطات المشتركة، وتحمل الشخصية خطاً درامياً فيه الكثير من الكوميديا والطرافة فضلاً عن الغناء والمقولات الشعبية المهمة». أما عن دورها في «المفتاح» فتقول: «أجسد في العمل شخصية «هناء» التي تعمل نادلة في فندق 5 نجوم، وتربطها علاقة حب قوية بزوجها «أيهم» (عبد المنعم عمايري)، لكنها تعاني من إدمانه على الكحول، ما يدخلهما في صراعات. ويعالج المسلسل جملة من المفاهيم والقيم الحياتية مثل الحب والزواج والشرف والأمانة ليثبت هشاشتها عند امتحانها في الواقع. ويقدم طرحاً لأشكال مختلفة من الفساد الاجتماعي والاقتصادي». وتضيف: «مشاركتي كضيفة في هذا العمل تسعدني، لوقوفي مجدداً أمام كاميرا هشام شربتجي الذي غاب عنا سنوات واشتقنا الى حضوره الدرامي ذي الوزن الثقيل». وتؤكد الحكيم أن غيابها في الموسمين الماضيين كان لمراجعة الحسابات وتقويم التجارب. «هذا الغياب أدى إلى انتشار الكثير من الإشاعات التي تتعلق باعتزالي، ومن ثم قالوا انني تزوجت من ثري عربي، وهذا كله غير صحيح. ابتعادي كان قراراً شخصياً اتخذته لمراجعة الحسابات وتقويم التجارب التي قدمتها خلال السنوات الماضية، بالتالي هي خلوة مع الذات بحثاً عن الأفضل والجديد، بخاصة أنني عملت في شكل متواصل بين 2003 و 2009 من دون توقف. ومع هذا أشير إلى أنني لم أتوقف بشكل كامل لأنني قدمت سباعية «بيت عامر» مع المخرج الليث حجو وأشرفت على دبلجة مجموعة أفلام أميركية ومسلسل ايطالي في شركة «ساما للإنتاج» والتزمت لمدة 4 شهور في بروفات وعرض مسرحية «لحظة». وماذا عن تجربتك في الدبلجة، بخاصة أنها استحوذت على حيّز كبير من مسيرتك الفنية؟ تجيب الحكيم: «الدبلجة فن له خصوصية ومتعة ويختلف عن غيره من الفنون. إلى الآن أحاول أن أجد له وقتاً لأبقى على تواصل معه. هي قضية مهارات وأذواق وقناعات. وانا أحب تجاربي في الدبلجة، ولا أخطو مثل هذه الخطوة ان لم آخذ فكرة كاملة عن مستوى العمل والإخراج وبطلة العمل التي سأضع لها صوتي وأكملها بأدائي لتصل إلى العالم العربي». وتضيف حول مقولة حلول الدراما المدبلجة مكان الدراما العربية: «بالتأكيد لا، فكيف لها أن تفعل؟ ولماذا؟ القضية تكمن في المشاهد وماذا يحب أن يشاهد. الدراما المدبلجة طرحت في العالم العربي منذ سنوات، وإلى اليوم ألتقي بمشاهدين لم يتابعوا منها حلقة واحدة، في المقابل هناك من لا يتابع الدراما العربية أصلاً، ولا يهمه إلا الدراما الأجنبية (الأوروبية أو الأميركية)، إذاً القضية قضية أذواق وخيارات». وعن طريقة اختيارها للأدوار تقول: «في السنوات الأخيرة كان تركيزي على النوع أكثر من الكم، وهذا مقصود وسيبقى من أولوياتي حتى وإن كانت إطلالاتي غير مكثفة وقليلة، فلا يعنيني أن أكون متواجدة للتواجد فقط، يهمني أن أتواجد وأترسخ في الذاكرة حتى وإن كان بعمل واحد كل سنة». ولكن، ما تقويمك لأدوار المرأة في الدراما السورية وهل أوفتها حقها؟ تجيب: «المرأة السورية، وحتى العربية، حاضرة بقوة في الدراما السورية والأدوار التي ظهرت من خلالها تسلط الضوء على كثير من القضايا والمشاكل التي تعترض حياتها. وعموماً، تقدم الدراما السورية في كل موسم مجموعة أعمال تتناول قضايا المرأة وحقوقها، إن لم يكن في عمل مستقل ففي خطوط رئيسية من خلال أكثر من عمل. وبالطبع من الممكن أن تحدث بعض الأخطاء في تقديم فكرة أو طرح موضوع ما يتعلق بالمرأة، ولكن عموماً يمكن القول ان الدراما السورية اهتمت بقضايا المرأة وبحقوقها إلى حد كبير». وأشارت الحكيم الى أن الأزمة التي تعيشها سورية أثرت وستؤثر في الدراما المحلية، وأضافت: «بعض المناطق يعاني من توتر امني، وهذا يؤثر على الدراما في شكل مباشر وغير مباشر، ويفقدها العديد من أماكن التصوير، كما أن هذه الأحداث تؤثر في شكل مباشر على نفسية المشاركين والحال الفكرية للعاملين في الوسط الدرامي، ومع ذلك، فإن الدراما السورية بقيت واقفة على قدميها، وهي ستخرج بحوالى عشرين عملاً في الموسم الرمضاني، وبناءً على ما سمعنا، فإن الكثير من الأعمال سيقدم قضايا كبيرة، بالتالي ستكون الدراما السورية حاضرة بقوة ولن تغيب عن جمهورها الكبير في سورية والعالم العربي».