القدس المحتلة، القاهرة، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - يواجه سبعة من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالهم في السجون الإسرائيلية «خطر الموت»، خصوصاً الأسيران المضربان منذ 75 يوماً ثائر حلاحلة وبلال دياب، فيما ترددت انباء عن رفض 3 اسرى عرضاً اسرائيلياً بالإبعاد الى الخارج في مقابل فك الاضراب. في هذه الاثناء، لوّح الاسرى في بيان بتطورات غير مسبوقة في الايام المقبلة، فيما حذر رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية من آثار سلبية لوفاة اي اسير. وقال المحامي جواد بولص لوكالة «فرانس برس»: «عبر لي طبيب السجن (الرملة) مساء امس، عن خشيته الحقيقية على حياة الاسرى السبعة الذين توقفوا عن تناول السوائل وباتوا يواجهون خطر الموت. لقد توجه الطبيب اليّ بهدف تقديم المساعدة بطريقة ما». واوضح ان «7 اسرى مضربين عن الطعام موجودين في مستشفى سجن الرملة، توقفوا الثلثاء عن تناول السوائل ويعتمدون على تناول الماء فقط، منهم دياب (27 عاما) وحلاحلة (34 عاما)» اللذان أعلنا اضرابهما عن الطعام في 29 شباط (فبراير) الماضي احتجاجاً على اعتقالهما الاداري، في أطول اضراب عن الطعام لأسرى فلسطينيين. واضاف ان الاسرى الباقين هم «حسن الصفدي وعمر ابو شلال وجعفر عز الدين ومحمود سرسك ومحمد تاج، ومنهم من تخطى ال 68 يوماً في اضرابه عن الطعام». واكد ان «الجهاز الطبي في مستشفى السجن عبر عن مخاوفه الكبيرة على حياة الاسير حسن الصفدي». عقدتا العزل والتعليم من جهة أخرى، قال رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس لوكالة «فرانس برس»: «هناك 12 أسيراً مضربون عن الطعام يعالجون في مستشفى السجن». واكد ان هناك «مفاوضات بين قيادة الاضراب في السجون وبين ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية، لكن لا توجد حلول». واضاف ان «ادارة السجن موافقة على القضايا الحياتية اليومية، كما وافقت على زيارة اهالي قطاع غزة لابنائهم في السجون الاسرائيلية، لكن الاسرى يرفضون التعامل مع موضوع عزل الاسرى في السجن الانفرادي كموضوع فردي لانه يمس جميع الأسرى». وتابع: «كما يرفض الاسرى موضوع تحويل قضية التعليم الجامعي لفحصها من الادارة والسماح بالتعليم بشكل فردي، وطالبوا بأن يكون هذا حقاً لكل الاسرى من دون استثناء». واكد ان «الاسرى يصرون على الحق في تقديم الامتحانات الثانوية داخل السجن، لكن ادارة السجون ترفض ذلك بحجة امنية، مدعية انها تخشى تهريب اوراق تتعلق بالقضايا الامنية مع اوراق الامتحانات». بيان الأسرى: لا للحلول الجزئية في هذه الاثناء، تلقت وكالة «معاً» البيان الرقم 5 من اللجنة المركزية لقيادة الاضراب من داخل السجون الاسرائيلية ممن يواصلون الاضراب عن الطعام لليوم ال 25 على التوالي، أكدوا استمرار اضرابهم، وان الايام المقبلة ستشهد تطورات وصفوها ب «غير المسبوقة». وقال البيان: «عُقد اجتماع مطول مع قيادة مصلحة السجون في سجن نفحة ليل الخميس-الجمعة، وضم جميع أعضاء اللجنة المركزية لقيادة الإضراب، حاولت من خلاله قيادة مصلحة السجون المراوغة والمماطلة والتسويف في محاولة للضغط علينا بهدف إقناعنا بفك الإضراب مقابل مجرد وعود». وأكد الأسرى ان موقفهم واضح لا يتغير وهو «أننا لن نقبل أي حلول جزئية لا تضمن الحد الأدنى من مطالبنا المتمثلة في الإنهاء الفوري لمأساة العزل الانفرادي، والسماح بزيارة أهالي أسرى القطاع لأبنائهم، وكذلك الممنوعين عموماً، وعودة شروط الحياة في السجون كافة إلى ما كانت عليه قبل عام 2000». وأوضح الاسرى: «نحن في طريقنا لاتخاذ خطوات جادة وجريئة رغم خطورتها، وستشهد الساعات والأيام القليلة المقبلة تطورات غير مسبوقة، سنعلن عنها في حينه». 3 أسرى يرفضون الإبعاد للعلاج من جهة اخرى، كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة»، أن ثلاثة من الأسرى المضربين عن الطعام رفضوا عرضاً إسرائيلياً بالسفر إلى الخارج للعلاج ولقضاء الأشهر الثلاثة المتبقية من مدة محكوميتهم. وقالت ان السلطات الإسرائيلية قدمت هذا العرض الى كل من دياب وحلاحله وسرسق. وكانت وكالة «سما» نقلت عن عماد سرسك، شقيق الأسير محمود سرسك، قوله على هامش الوقفة التضامنية التي نظمتها أندية محافظة رفح جنوب قطاع غزة مع شقيقه، ان «رسالة مسربة من السجن وصلتهم من محمود أمس، تشير إلى أن مصلحة السجون عرضت على محمود سرسك وحسن الصفدي وعمر أبو شلال الإبعاد إلى دولة أوروبية لمدة ثلاثة أشهر للعلاج ومن ثم العودة إلى بيوتهم». هنية وفي غزة، قال رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية في مقابلة مع «رويترز»، إن اضراب الاسرى عن الطعام هو اختبار لالتزام اسرائيل المبادئ الانسانية العالمية التي يتعين الاعتراف بها. وحذر من ان وفاة أي سجين ستكون لها آثار سلبية، لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال: «لا أرغب في ان يستشهد أي أسير داخل السجون الاسرائيلية، لذلك أطالب بضرورة التزام تنفيد القانون الدولي المتعلق بالأسرى باعتبارهم أسرى حرب». واضاف: «انها مطالب بسيطة ومطالب حياتية... إنهاء العزل الانفرادي وزيارة الاهالي ومزيد من القنوات الفضائية وانهاء قانون شاليت»، في اشارة الى الاجراءات التي فرضت في السجون انتقاماً لأسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت. وأضاف ان اسرائيل يجب ان تفي بوعودها التي قطعتها في اطار صفقة تبادل الاسرى التي ادت الى الافراج عن شاليت العام الماضي بعد أكثر من خمس سنوات من اسره في مقابل قيام اسرائيل بإطلاق نحو 900 فلسطيني. وعن تهديد حركة «الجهاد الاسلامي» بالتصعيد في حال وفاة اي سجين، قال هنية: «كنا في اجتماع مع قيادة الجهاد، وهي أيضا أكدت موقفها انه في حال حدوث أي تطور سلبي على صعيد وضع الاسرى سيجري بحثه في اطار التوافق الوطني ومن خلال لقاء فصائلي... وهم بالتأكيد لن ينفردوا بموقف بعيد من الاجماع». في غضون ذلك، يستقبل غداً المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع، وفدَ الأسرى المحررين الذي وصل من غزة أول من أمس لتسليط الضوء على قضية الأسرى ودعم قضيتهم العادلة، خصوصاً في ظل تدهور صحتهم الحاد وازدياد المخاوف على حياتهم. ومن المفترض أن يلتقي الوفد اليوم كلاًّ من وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكبار المسؤولين في الاستخبارات المصرية.