قوبل الهجوم الذي شنّه رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون على الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابي وليد جنبلاط بانتقادات واسعة من نواب المعارضة. وأوضح عضو «كتلة المستقبل» جان أوغاسابيان أن «معركة العماد عون الوهمية ضد رئيس الجمهورية بالدرجة الاولى، وضد النائب وليد جنبلاط لأن موقف رئيس «جبهة النضال الوطني» تجاه ما يجري في سورية وما يجري في الداخل اللبناني بات واضحاً وهذا ما يخيف حزب الله». وتوجه إلى عون قائلاً: «يا عماد، البلد لا يحتمل هذا الخطاب وهذا التوتر، رأفة بالوطن وبالناس»، محذراً إياه من «أن هذه الحروب العبثية ستنقلب عليك». واعتبر أن «قانون ال1960 أو أي قانون انتخابي شبيه له لا يمكن ان يكون جيداً للانتخابات المقبلة، وللتذكير فقط كان العماد عون مؤيداً له في اتفاق الدوحة رغبة منه في الوصول الى كرسي الرئاسة الاولى، ونراه اليوم يرفض هذا القانون، فعلاً امره عجيب غريب هذا الرجل». وعن التهجم على جنبلاط قال أوغاسابيان: «النائب جنبلاط يتلقى الرشقات والهجومات وليس هو المبادر الى الهجوم. العماد عون أداة في ممارسة هذا العمل والمعركة ليست معه وإنما مع حزب الله»، مؤكداً ان «مواقف النائب جنبلاط الاخيرة تسهم في الحفاظ على الاستقرار في البلاد». ورأى عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» ايلي ماروني «ان هجوم عون على رئيس الجمهورية وغيره من القيادات اللبنانية ليس جديداً، وقد اعتدنا هذا النوع من المسلسلات الاسبوعية، واليوم تتزايد النبرة التي لم يعتدها احد في الحياة السياسية اللبنانية حتى ايام الحرب». وقال: «يبدو ان المعارك الانتخابية بدأت عند العماد عون وبدأت دغدغة المشاعر اضافة الى الغضب الموجود لديه من عدم التوافق على الحصص التي كان يحلم بها وحلمه الدائم والمزمن بمعركة الرئاسة. كل هذه الامور تشكل لديه ضغطاً نفسياً يفجره بمواهب على المنابر، ونحن نأسف للانحدار السياسي الى هذا المستوى، بدل ان يحاول العماد عون اختتام حياته السياسية بمحاولة المصالحة المسيحية - المسيحية والمسيحية - الاسلامية والمسيحية - الدرزية، فإنه عاد لفتح الملفات القديمة ويرجعنا الى ايام انتهت ومضت بالنسبة الينا، وآن الاوان للتعاون لبناء لبنان». وأضاف: «في كل الحالات وبما ان حزب الله هو الآمر الناهي، فإن في استطاعته أخذ موقف وقد يكون مدافعاً وهناك توزيع ادوار، واذا لم يكن موافقاً فعلى الاقل يستطيع إلزامه بالصمت، لأننا نحن نعرف مدى تأثير حزب الله عليه وعلى تياره». وزاد: «سمعنا هجوم عون بأن الرئيس سليمان انتخب خلافاً للدستور. وهنا اضع نفسي مكان رئيس الجمهورية لأقول بما اننا غير شرعيين وغير قانونيين وبدل هذا التصعيد والفجور فليدعُ عون وزراءه الى الاستقالة من حكومة وقّع مرسومها رئيس يعتبره عون منتخباً خلافاً للأصول». ورد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا على سؤال عون للنائب جنبلاط «ماذا عن الضحايا الابرياء»، سائلاً عون: «ما كان موقفه وهو كان قائداً للجيش وماذا فعل يومها وكان يدعي انه ليس طائفياً وهو لكل لبنان ولجميع الطوائف؟ من غير المسموح هذه الانتقائية والوصولية». ورأى أن عون «يظن أنه يستطيع وضع الجميع في خانة الاتهام وانه هو الوحيد البريء والعفيف والنظيف. الحرب في لبنان انتهت باتفاق الطائف الذي عرقل عون تطبيقه وجعلنا نصبح تحت الوصاية السورية نتيجة تعنته ورفضه الموافقة عليه». وقال زهرا: «الجميع يعلم ان حلم عون ان يكون سليمان رئيساً لمرحلة انتقالية لتمرير انتخابات ال 2009 على أمل أن تحصل 8 آذار على غالبية النواب لانتخاب العماد عون وهذا ليس سراً». وأسف النائب هنري حلو «لهذا الخطاب المتدني الذي يمارسه احدهم والذي يصب في سياق التحريض الطائفي والمذهبي وكأنه لم يكتف بالحروب العبثية التي خاضها وأدت الى تدمير المسيحيين وهجرة شبابهم»، مشيراً «الى ان بعضهم لم يزل مسكوناً بهاجس السلطة والتي تشكل لهم الهاجس الاول والاخير من دون ان يكترثوا لمصالحة الجبل التي ارساها الكاردينال صفير والنائب جنبلاط اذ اسست لمرحلة جديدة من التعايش الدرزي المسيحي، وهذا ما لا يهضمه هذا البعض الذي لا يستسيغ اي تلاق وحوار ومنهم من بنى مجده على كل ما هو باطل وعبثي ونقول لهذا البعض كفانا حقداً وحروباً، دع المسيحيين والدروز وكل اللبنانيين يعيشون بسلام».