واشنطن - رويترز – يبدي المزارعون الأميركيون قلقاً على مستقبل الزراعة العضوية التي كانت مزدهرة، نتيجة الركود الشديد في الولاياتالمتحدة. ويُذكر أن الزراعة العضوية توفّر منتجات سليمة وآمنة، لكن المزارعين الذين يطبقون هذا النظام من الزراعة قلقون وربما غاضبون قليلاً، بسبب قواعد جديدة خاصة بسلامة الغذاء أقرتها واشنطن. ونمت السوق العالمية للزراعة العضوية في شكل لافت على مدى السنين العشر الأخيرة، وتمثل الولاياتالمتحدة نحو 45 في المئة منها. وأصبحت في 2006 أكثر القطاعات الزراعية انتشاراً، وارتفعت مبيعاتها من بليون دولار في 1990 إلى نحو 20 بليوناً عام 2007، بحسب اتحاد الزراعة العضوية. لكن نمو هذا القطاع الزراعي توقف بعدما قلّص الأميركيون إنفاقهم واتجهوا إلى بدائل أرخص. واعتبر المزارع توم ويلي من ولاية كاليفورنيا، الذي اعتمد نظام الزراعة العضوية قبل 21 عاماً، أنها «تتمتع بالشفافية، ولدينا قواعد مطبقة منذ عقود ونفعل ذلك طواعية». وأشارت المديرة الوطنية لاتحاد مستهلكي المنتجات العضوية روني كامينغز، إلى أن «الملايين ممَّن اعتادوا شراء المنتجات العضوية يتجهون إلى ترشيد النفقات لتوفير الأموال». وأكدت حصول «تراجع حقيقي في النمو في الأشهر التسعة الأخيرة». وكانت سلسلة متاجر «هول فودز ماركت»، التي تبيع منتجات الزراعة العضوية والبقالة الفخمة أعلنت في أيار (مايو) الماضي، «تراجع مبيعاتها ربع السنوية بنسبة خمسة في المئة في متاجرها التي افتتحتها العام الماضي فقط». كما انخفضت المكاسب، لكن الشركة «قررت خفض الأسعار لجذب المستهلكين مجدداً». ويشعر مزارعو المنتجات العضوية بالقلق أيضاً، بسبب قانون جديد لسلامة الغذاء أقرته لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي، ليكون أكبر إصلاح يدخل على نظام سلامة الغذاء في الولاياتالمتحدة منذ 50 عاماً. ويفرض هذا القانون رسم تسجيل قيمته 500 دولار لكل منشأة للإنفاق على مزيد من إجراءات فحص النباتات. ويستثنى من دفع هذا الرسم المزارع والمطاعم ومحال بيع الغذاء بالتجزئة، التي تبيع منتجاتها إلى المستهلك مباشرة وليس الشركات. ولفت مزارعو المنتجات العضوية، إلى أن «تعريف كلمة «منشأة» غير واضح في القانون»، وأبدوا قلقاً من التكاليف الإضافية التي يمكن أن تفرض على أصحاب المزارع الصغيرة.