يحشد النصر والهلال مساء اليوم أسلحتهما كافة لموقعة الذهاب في نصف نهائي كأس الملك للأندية الأبطال، وكلاهما يسعى إلى تسجيل فوز صريح يعطيه الأفضلية في مواجهة الرد، ولا شك أن النصر أكثر حرصاً على الخروج بشباك نظيفة، كون المواجهة تعتبر على أرضه وبين جماهيره، كما أن الهلال يتطلع إلى الخروج بأفضل النتائج والاستفادة من حسابات الأهداف في ملاعب الخصم، ودائماً وأبداً لا تخضع مواجهات الفريقين إلى أية اعتبارات أو قياسات تسبق صافرة البداية، فاللقاءات ذات طقوس خاصة لا تعترف بعوامل النقص أو تراجع الأداء الفني، وفي غالب الأحيان يتفوق صاحب الظروف الصعبة والبعيد عن ترشيحات الفوز، كما فعل النصر في مباراة الدور الثاني من دوري زين عندما قهر كل الظروف وتفوق على جاهزية الهلال واكتمال عناصره الأساسية. الاستعدادات هي الأخرى مختلفة تماماً عن بقية المواجهات، وان خفت حدة التصاريح الصحافية ولغة التحديات، إلا أن الحضور الشرفي لا يزال يميز التحضيرات إلى جانب رصد المكافآت المجزية، وقد يختلف الحال في موقعة نصف النهائي كونها من مباراتين ذهاباً وإياباً، وذلك يتطلب التخطيط لكل موقعة على حدة، وتسعى الإدارتان إلى تجهيز اللاعبين نفسياً قبل الاعداد البدني، كون المواجهات التنافسية لها تحضيرات خاصة لا ترتكز على الشق الفني فقط. المدربان اتفقا على السرية من خلال إغلاق التدريبات الأخيرة في خطوة لإبعاد اللاعبين عن الضغوط الجماهيرية وإخفاء معالم الخطة الفنية وكذلك تشكيلة اللاعبين للإبقاء على عنصر المفاجأة، وكلا الطرفين يحاول المناورة بتأكيد خسارة أهم عناصره اما للإصابة أو للعقوبة لعدم الانضباطية، وتبدو ظروف الطرفين متشابهة إلى حد بعيد، فالنصر يخسر خدمات الحارس خالد راضي وأحمد الدوخي وأحمد عباس وعدم تأكد جاهزية الغيني باسكال والسهلاوي، وفي المقابل الهلال يفتقد للمدافعين لعبدالله الزوري للإصابة وخالد عزيز لعدم انتظامه بالتدريبات الأخيرة، كما أن أداء الفريق الأزرق تراجع كثيراً في المواجهات الأخيرة وحقق انتصارات بشق الأنفس. النصر يمتاز لاعبوه بالروح القتالية العالية والتحرك طوال ال90 دقيقة بكل حيوية، وظهر ذلك جلياً في مباراة الأهلي في إياب ربع النهائي عندما نجح الفريق في تجاوز ضيفه بتسعة لاعبين، والمدرب الاورغوياني جورج داسيلفا يتعامل جيداً مع قدرات لاعبيه ومع متطلبات كل مباراة على حدة، ما أكسب الخطوط الصفراء الاتزان المطلوب بغض النظر عن غياب عناصر القوة، ويعتمد في المقام الأول على سرعة نقل الهجمة نحو ملعب الخصم مستفيداً من مهارة صانعي اللعب الأرجنتيني فيغارو والغيني باسكال في حال مشاركته ومن أمامهما سعد الحارثي وريان بلال، ومتى ما تواجد محمد السهلاوي ستكون قوة الفريق الأصفر في أعلى خطورتها، فالأخير مهاجم نهاز وصديق حميم للشباك الزرقاء، ويعد خط الدفاع الأقل إمكانات قياساً ببقية الخطوط إلا أن المدرب يحد من مشاركات ظهيري الجنب في العمليات الهجومية سعياً لزيادة ترابط الخطوط الدفاعية. أما قوة الهلال الحقيقية فتكمن بتحركات السويدي ويلهامسون صاحب الأداء الرائع واللياقة العالية جداً فهو لا يهدأ على الإطلاق حتى آخر صافرة في المباراة، كما أن البرازيلي نيفيز ذو إمكانات عالية وان توارى نجمه في المباريات السابقة، إلا انه إذ حضر فسيكون حضوره قوياً جداً، ولدى المدرب البلجيكي غيريتس أسماء بارزة في مختلف المراكز انطلاقاً بالظهير الكوري لي يونغ ومروراً بالعابد والشلهوب وياسر القحطاني والمحياني، ويدرك غيريتس ان الأسماء البارزة لا تكفي لعبور محطة المنافس التقليدي ما لم يكن هناك أداء ومثابرة داخل المستطيل الأخضر، وكل ما يقلقه الهفوات الدفاعية التي تكررت كثيراً في الآونة الأخيرة.