تعهد الرئيس فلاديمير بوتين أمس، مواصلة برامج الإصلاح والبناء في روسيا، معتبراً خلال مراسم تنصيبه رئيساً لست سنوات، إن المرحلة المقبلة «ستحدد مستقبل روسيا لعشرات السنين»، فيما نفذت أجهزة الأمن حملة اعتقالات جديدة لمعارضين حاولوا اعتراض موكبه أثناء توجهه إلى الكرملين. وبدا اليوم الأول لبوتين في الكرملين متوتراً، على خلفية الحراك في الشارع الروسي، على رغم أنه لم ينعكس مباشرة على مراسم تسلّمه منصبه، إذ لم تحدث مفاجآت ونُظمت المراسم بحسب التقاليد المتبعة. لكن أجواء التوتر كانت ظاهرة خارج المكان، إذ تحول قلب موسكو منطقةً مغلقة، بعدما منعت قوى الأمن دخول السيارات والمشاة، لقطع الطريق أمام معارضين ومنعهم من الوصول إلى قصر الرئاسة. وكان أنصار المعارضة أقاموا طوقاً بشرياً على طول طريق موكب بوتين إلى الكرملين، وحملوا شارات بيضاً وشعارات تندد بالرئيس الجديد – القديم. واعتقلت الشرطة أكثر من مئة منهم، لدى محاولتهم قطع طريق الموكب، بعدما أوقفت مئات الأحد، إثر تظاهرات حاشدة تحوّلت مواجهات عنيفة. واعتبر أحد قادة المعارضة ميخائيل كاسيانوف، أن «الحكومة تتصرف بتوتر شديد، اذ لا تريد خروج الناس الى الشارع». وفي خطابه الأول بعد أدائه القسم الدستوري، لم يتطرق بوتين إلى الحراك في الشارع، لكنه اعتبر أن الروس «يريدون أن يعيشوا في بلاد ديموقراطية، حيث يتمتع كل فرد بالحرية والقدرة على الإبداع والنجاح». وقال: «اليوم ندخل مرحلة جديدة من التطور الوطني. علينا أن ندرك أن مستقبل الدولة والأجيال المقبلة، مرتبط بقدرتنا على تحقيق نجاحات واقعية في إيجاد اقتصاد جديد ومعايير حياتية جديدة». وتعهد مواصلة برامج التحديث والإصلاح، معتبراً أن السنوات المقبلة «ستحدد ملامح تطور روسيا لعقود، وعلينا أن ندرك ان حياة أجيال المستقبل والآفاق التاريخية لدولتنا وأمتنا، هي رهن بنا». وزاد: «سنحقق أهدافنا، إذا كنا شعباً واحداً متحداً. أعتبر أن هدف حياتي كلها والتزامي، هو خدمة وطني وشعبنا». ودشّن بوتين عهده الجديد، بوفائه بوعده لشريكه في الحكم ديمتري مدفيديف، إذ وجّه رسالة إلى البرلمان بتكليف الأخير تولي رئاسة الوزراء، وقالت مصادر برلمانية إن مدفيديف بدأ اتصالات مع حزبي «روسيا الموحدة» الحاكم و»الديموقراطي الليبرالي» الذي يرأسه فلاديمير جيرينوفسكي، الموالي لبوتين، فيما لم يتضح موقفا «الحزب الشيوعي» و»روسيا العادلة» اللذان أعلنا سابقاً معارضتهما تكليف مدفيديف المنصب، علماً أن المصادقة على ذلك تحتاج أصوات نصف النواب (عددهم 450). ويسيطر الحزبان المواليان على 294 مقعداً، ما يسهّل مهمة مدفيديف. وبعد ساعات على تنصيبه، وقّع بوتين مراسيم تحدد أهدافه بحلول العام 2018، تاريخ انتهاء ولايته، وتتّصل بتحديث القوات المسلحة والاستثمارات وكذلك بخفض طوابير الانتظار في المكاتب الادارية. كما يطالب بوتين بإخضاع المهاجرين، اعتباراً من أيلول (سبتمبر) المقبل، لامتحانات في اللغة والثقافة الروسيتين، باستثناء «الاختصاصيين ذوي الكفاءات العالية». وأعلن رئيس الأركان الروسي نيكولاي ماكاروف أن موسكو لن تشهد، بعد عودة بوتين الى الرئاسة، تحولاً في سياستها المعارضة للدرع الصاروخية التي ينشرها الحلف الأطلسي في أوروبا. وجدد تأكيده أن وزارة الدفاع الروسية ترى في «الدرع» تهديداً للأمن الاستراتيجي لبلاده.