فيما تنأى الحكومة اللبنانية بنفسها عن اتخاذ قرار حاسم بشأن الاضطرابات في سورية، وبينما يزداد عدد الضحايا الأبرياء الذين يُقتلون كل يوم ويهجّرون ويُجرحون ويُعتقلون ويُعذّبون، يفتح مسرح «دوار الشمس» في بيروت أبوابه على ما يحدث من عنف وجرائم بحق الانسانية، من خلال عرض مسرحية «فيك تتطلع على الكاميرا؟» في الثامنة والنصف من مساء اليوم، على هامش مهرجان الربيع. العمل الذي كتبه محمد العطار وأخرجه عمر أبو سعدى بمساعدة المخرج وراد كدّو، مبني على بعض الشهادات الحقيقية الممزوجة بقصة مُختلقة، ليُصبح أشبه بشهادة مسرحية عن لحظة مصيرية في تاريخ بلد، لحظة تحوّلات ومخاض عسير. بعد مرور أشهر على اندلاع الثورة السورية، تقرر نورا، وهي المخرجة غير المحترفة، أن توثّق بعض تجارب الاعتقال. ولكن كيف يجري توثيق هذه التجارب؟ وما هي قيمة وثيقة من هذا النوع وطبيعتها؟ هل الوثيقة هي سردٌ موضوعي للوقائع؟ أم أنها سجلٌّ للانطباعات والهواجس والأحلام والكوابيس أيضاً؟ تحاصر هذه الأسئلة نورا خلال رحلتها هذه، كما تواجهها أسئلة ليست أقل تعقيداً حول خوفها وعجزها وقدرتها على الفعل. وخلال جلسات التصوير تذوب الحواجز تدريجاً بين مهمة نورا والعلاقات الشخصية المُتشكلة مع الأشخاص الذين تلتقيهم، ونعرف أكثر عنها وعن ماضيها وعن عائلتها ودوافع فعلها ومواقفها. قُدم «فيك تتطلّع بالكاميرا؟» الذي يؤديه الممثلون ناندا محمد، جمال شقير، أيهم الآغا، لونا أبو درهمين، للمرة الأولى بصيغة قراءات مسرحية ضمن مهرجان «نقاط لقاء 6» في بروكسل في كانون الأول (ديسمبر) 2011، ومن ثم في برلين في كانون الثاني (يناير) 2012، وأخيراً في أثينا في آذار الماضي. أما الافتتاح العالمي الأول بصيغته المسرحية التي ستقدم اليوم على هامش «مهرجان الربيع» للمرة الأولى في العالم العربي، فكان في 17 نيسان (أبريل) الماضي في عاصمة كوريا الجنوبية سيول ضمن مهرجان «بي أو أم». وتتولى بيسان الشريف مهمة السينوغرافيا في العرض، فيما يهتمّ حسن البلخي بتصميم الإضاءة، وريم الغزي بالفيديو، وخالد عمران بالموسيقى. ويُذكر أن النص قُدم باللغة الإنكليزية بإخراج كاترين إيفانز، إنتاج المسرح الوطني الاسكوتلندي في كل من غلاسغو وأدنبره.