تحوّل مقر أمني سابق في حي الدهاس بمركز حوية الطائف بفعل الزمن، من موقعٍ يُشعر جيرانه بالأمن قبل 17 عاماً عندما كان يعج برجال الأمن على مدار الساعة، إلى مكان موحش ومخيف عندما تم الانتقال منه إلى موقع آخر في الحوية. وعلى رغم المطالبات الكثيرة من سكان الحي بأهمية إزالته وتخليص الحي منه ومن مشكلاته اليومية المتمثلة في كونه بات مأوى للمخالفين وذوي الشبهات الجنائية، إلا أن هذه المطالب وعلى رغم الوعود، لم تتحقق طوال السنوات الطويلة. ورصدت «الحياة» الموقع وهو عبارة عن ثلاث غرف شعبية، تعلوها أسقف من (الهنغر)، تقع في الجزء الجنوبي من مسجد بلال بن رباح، ويلتصق بمدرسة ابتدائية حراء للبنين. وذكر سلمان المالكي، وهو من سكان الحي، ل «الحياة» أن المقر الأمني السابق بكل أسف تحول إلى مأوى للمخالفين ولكل ذي شبهة، وأضاف: «كثير من المراهقين وبشكلٍ متكرر يشعلون النار في الغرف، مشكلين بذلك خطراً على المنازل المجاورة، وكذلك على طلاب المدرسة الملاصقة له، والتي يتجاوز عدد طلابها أكثر من 600 طالب»، متسائلاً عن مصيرهم لو تطور الأمر إلى حريق يصل إلى المدرسة مصدره الغرف المهجورة التي امتلأت بالمخلفات والقمامة. ولفت عبدالرحمن العتيبي إلى أنه على رغم مباشرة الدفاع المدني لأكثر من حريق مفتعل في هذه الغرف، ورفع تقارير عنها، إلا أن حكم الإزالة الذي يطالب به سكان الحي لم يطبق حتى الآن، «ولا ندري ما الفائدة المأمولة من بقاء هذه الغرف المكتظة بالمخلفات والقاذورات؟». من جهته، علق مدير الدوريات الأمنية في الطائف العقيد محمد الثبيتي على شكاوى السكان، بقوله: «إن هذا المقر ليس من ضمن أملاك الدوريات الأمنية بشكل خاص، وإنما ما يخصنا هو الموقع المجاور لجسر الدهاس، والذي تم الانتقال منه أخيراً». وأضاف في حديثه إلى «الحياة»: «إنه من المحتمل أن تكون هذه الغرف الموقتة نقطة تجمع للأمن الشامل السابق الذي كان يشمل الشرطة والدوريات الأمنية قبل سنوات». وحاولت «الحياة» الاتصال بالمتحدث الرسمي لشرطة الطائف، والتواصل معه عبر الرسائل النصية، إلا أنها لم تتلق منه أي رد.