باريس - ا ف ب - قبل 48 ساعة من الجولة الحاسمة في انتخابات الرئاسة الفرنسية، يحتفظ الرئيس نيكولا ساركوزي بالأمل في تجنب هزيمته المرجحة ويبذل آخر جهوده في المعركة لمواجهة خصمه الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي حصل على دعم الوسطي فرانسوا بايرو. وقال الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي الجمعة عبر اذاعة «أوروبا 1»: «ستشهدون مفاجأة كبرى» الاحد، فيما تراجع الفارق بينه وبين المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بحسب الاستطلاعات الاخيرة. فغداة لقاء اتسم بالحدة في تولون (جنوب شرق) معقل اليمين واليمين المتطرف، حيث ألقى خطاباً هجومياً اتهم فيه اليسار بأنه «لا يحب» الجمهورية، وقبل زيارة اخيرة الى غرب البلاد، توقع ساركوزي ان تحسم نتيجة الاستحقاق «أمور بسيطة». وما زال يتوقع فوز هولاند الاحد في الدورة الثانية، اذ نال ما بين 52.5 في المئة و53.5 في المئة من نوايا التصويت، لكن تقدمه على ساركوزي يتقلص بحسب الاستطلاعات التي نشرت امس. ويراهن مرشح اليمين على تعبئة ضخمة للناخبين. كما كرر اضفاء الدراما الى اشكالية الاستحقاق، مشيراً امس، الى ان انتصار الاشتراكيين يعني مجازفة فرنسا في ملاقاة مصير إسبانيا الاقتصادي. وقال: «انظروا إلى إسبانيا، أتريدون الوضع نفسه؟ لم تجر الاصلاحات المطلوبة». كما اتهم ساركوزي الوسطي فرانسوا بايرو بعدم «الانسجام مع نفسه» بعد إعلانه مساء الخميس عن التصويت لهولاند. وأثار قرار بايرو الذي خاب امله مع بلوغه المرتبة الخامسة بحصوله على 9 في المئة من الاصوات في الدورة الاولى، صدمة في صفوف اليمين الفرنسي الذي لطالما ربط به. وبرر بايرو قراره التصويت لصالح هولاند على الرغم من انه ينتقد مشروعه الاقتصادي، بان ساركوزي «يذهب الى اقصى اليمين». وركز الرئيس المرشح في حملته بشكل اساسي على ملفات الهجرة والامن والحدود على امل جذب اصوات مناصري مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن (17.9 في المئة). في المقابل، اعتبر هولاند ان قرار بايرو منطقي، مستبعداً في الوقت نفسه التحالف معه. وقال: «طيلة خمس سنوات لم يتوقف فرانسوا بايرو عن التنديد بولاية مثلت المبالغة وأخطاء في السلوك ونهج التقسيم. وها هو يستخلص العبر». وتوقفت الحملة الرسمية للدورة الثانية ومنعت التصريحات السياسية حتى مساء الاحد موعد انتهاء التصويت. ودعا هولاند الذي يمضي نهاره في منطقة موزيل الصناعية (شرق) الناخبين الى عدم منحه فوزاً «هزيلاً». وقال: «اذا كان على الفرنسيين الاختيار فليفعلوا بوضوح وبكثافة، وليعطوا الفائز كل وسائل وقدرات التصرف. لا تأتوا بفائز هزيل». وشدد على انه في حال انتخابه لن يطلب «مهلة سماح»، قائلاً: «ان مشاكل البلاد لن تختفي مع رحيل نيكولا ساركوزي المحتمل، لن يأخذ معه الدين العام ولا البطالة وحالات الطوارئ الاجتماعية. أُدرك تماماً ما هو مطلوب مني». وهولاند (57 سنة) الذي لم يكن بارزاً على الإطلاق قبل سنة واستفاد من خروج مدير صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستروس كان من السباق، حاول تدريجياً ان يبدو على صورة رئيس القوة العظمى الخامسة في العالم. وأقر بأنه يشعر ببعض «التوتر» لاحتمال انتخابه. وأوضح: «توتر بمعنى أنني أعلم ما ينتظرني». وستكون المواعيد الدولية الكثيرة في اول الولاية حاسمة للرئيس السابق للحزب الاشتراكي الذي لا يملك اي تجربة وزارية. وعلى الرئيس الفرنسي المنتخب المشاركة في قمم دولية متتالية على غرار مجموعة الثماني والحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي. واشار فريق هولاند الى انه في حال انتخابه، سيشارك في القمة الاوروبية غير الرسمية التي تعقد في بروكسيل «على الأرجح» في اواخر الشهر الجاري او مطلع حزيران (يونيو) المقبل.