من هو الشهيد والقاتل والمقتول من المسلمين؟! من هو الشهيد والضحية والجلاد من أبنائنا ؟ ! من هو الشهيد إذا كانت الأم تبكي ابنيها، لكن مع فارق بسيط، فأحدهما يوصف بأنه شهيد يستحق الجنة والثاني كافر يستحق التخليد في النار ؟! من هو الشهيد إذا كانت الدماء التي تسيل هي دماء المسلمين، والأشلاء المتناثرة كانت تتوجه إلى قبلة واحدة في صلاتها وعبادتها ؟ ! استهان الكثيرون بالدماء المحرّمة المقدسة فراحوا يطلقون فتاوى الجهاد بلا قيد وبلا ضوابط شرعية. ويرى الناس إصراراً غريباً على وصف كل من يقتل أو يموت في صراع سياسي بأنه شهيد! فقد استعمل مصطلح الشهادة من أناس وجماعات للتحريض على القتل والصلب والتصفية والإقصاء لكل من يخالف أهواءهم أو ينتقدهم أو لا يوافقهم الرأي، ولم تشفع الصلاة ولا كلمة التوحيد عند هذه الجماعات المؤدلجة، فمن العجب ان بعض الجماعات التي ينبغي ان تكون أكثر الناس حرصاً على دماء المسلمين وأعراضهم وهي تتلو كتاب الله وسنّة رسوله الداعي إلى عصمة الدماء وحرمتها هي أكثر الجماعات ولوغاً في دماء المسلمين تحت مرجعية فتاوى عجيبة لا تستند إلى دليل ولا تقف على مستند من عقل أو منطق. يتبارى بعضهم على استغلال المنابر وسكوت المسلمين لإطلاق فتاوى الجهاد والقتل، فمنهم من يدعو الى الجهاد في ليبيا وآخر يدعو الى الجهاد في سورية والبعض يدعو الى الجهاد في صعدة وآخر يصر على تكفير الجنوبيين الانفصاليين، ويتبارى البعض في صرف صكوك الغفران والشهادة، فكل جماعة تصف قتيلها بأنه شهيد، فتسمع شهيد الواجب، شهيد الوطن، شهيد الثورة، شهيد الجماعة، شهيد أبين، شهيد صعدة، شهيد الحوثيين، شهيد السلفيين. رفقاًَ أيها الداعون إلى الجهاد في مشارق الأرض ومغاربها بدمائنا ودماء المسلمين، يكفي هذه الأمة العويل والبكاء، فقد جفت دموع الأمهات وبُحّت أصوات الآباء والإخوة والأخوات.