أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، تزوجت قبل سبعة أشهر من الآن وعن علاقة حب، ولكن إلى هذه اليوم لا يوجد بيننا أي تفاهم في أمور كثيرة، ومشكلة زوجتي أنها عنيدة، وكثيرة الخجل، لدرجة أنها لا تجلس مع أهلي كثيراً، مما يشعرني بالحرج مع أسرتي، وحتى عندما يأتي أهلها لزيارتها لا تود أن تجلس معهم، تود فقط الانفراد بنفسها وبي في كل الفترات، لدرجة أنه نتيجة لهذا الانطواء حدثت بعض المشكلات في البيت، بينها وبين حماتها وعمتها في البيت، وأمي لا أستطيع أن أغضبها بشيء بتاتاً، مما يدفعني إلى الصراخ والنزاع في أحيان كثيرة منذ زواجنا، ولكن هذا الفرق بيننا أنا أرجعه إلى مستوى التعليم، فأنا خريج جامعي وهي خريجة ثانوية عامة، أرجو مساعدتي في إيجاد حل لهذه المشكلة، وجزاكم الله خيراً. - في البداية أقول لك لا توجد حياة زوجية سعيدة بصفة مطلقة وخالية من المشكلات، وأن الحياة الزوجية لا بد لها من عثرات، وأرى أنك ليس لديك مشكلة كبيرة، وإنما يمكن أن أسميها سوء تفاهم بسيط، لا يعكر صفو حياتكما، فالخجل من طبيعة المرأة، والمرأة التي تستحي من مقابلة الناس وبخاصة من مقابلة الرجال مثل إخوتك في وجودك هذا خجل محمود، وليس مذموماً، أما مقابلتها للنساء بالخجل نفسه الذي تقابل به الرجال، فهو ما أراه مشكلة، تعود في نظري إلى قلة خبرتها في الحياة، وأن مشوار ومعركة الحياة وكثرة الاحتكاك ستزيل هذا الخجل عند حضرة أهلك من النساء، وكثرة زيارتك لأهلك سيحسن من وضعها الاجتماعي وحسن التعامل مع أهلك، خصوصاً أنها ما زالت صغيرة وفي بداية حياتها الزوجية، وهي محتاجة إلى التوجيه فحاول أن توجهها إلى الطريق الصحيح، بدلاً من الصراخ عليها، خصوصاً أنك عرفت أنها خجولة وانطوائية، فيجب عليك أن تعلمها حسن التعامل مع الكل ومحاولة دمجها مع أسرتكم بكثرة زياراتكم للأهل، وهي عندما تذهب إلى أهلك سترى بنفسها المعاملة التي يعاملها بها أهلك، وستتعلم منهم كيف تستقبل ضيوفها في بيتها، وكيف تكرمهم وتؤانسهم كما فعلوا معها عند زيارتها لهم، أما المشكلات التي حدثت بينها وبين والدتك وعمتها، فحاول أن تحلها بنفسك بحفظ حقوق كل طرف من الأطراف، ولا تنس بر والدتك، وصلة عمتك، وحقوق زوجتك، وإن لم تستطيع أدخل أهل الخير من أهلك وأهلها، إذا كانت المشكلة كبيرة، أما حديثك بأن الفارق بينك وبينها في الثقافة والتعليم، فهذه ليست مشكلة، فالتعليم ليس مرتبطاً بعمر أو سن ولا يتوقف من المهد إلى اللحد، ويمكن لك مساعدتها في إكمال تعليمها الجامعي أو حتى تثقيفها إذا أحسست أنها أقل منك ثقافةً، فهذا الفارق ليس مقياساً لعدم تفاهمكما مع بعضكما، فكونها وصلت إلى مرحلة الثانوية العامة فهذا قدر لا بأس به من التعليم، وعليك بالصبر عليها أكثر، وحاول مساعدتها في إكمال تعليمها، وتثقيفها. ونتمنى لكم التوفيق في حياة زوجية سعيدة هانئة.