تعتزم الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) إرسال روبوت جديد إلى المريخ في عام 2020، سيكون مزوداً سبعة أجهزة علمية تتيح إجراء دراسات لم يسبق لها مثيل على سطح الكوكب الأحمر الذي يشتبه العلماء في أنه كان يضم أشكالاً من الحياة في ماضيه. وتبلغ قيمة هذه الأجهزة السبعة 158 مليون دولار، وقد اختيرت من بين 58 اقتراحاً قدمها في كانون الثاني (يناير) الماضي باحثون ومهندسون من أنحاء مختلفة من العالم. وتشبه المهمة المقررة في عام 2020 المهمة الجارية حالياً عبر الروبوت «كوريوسيتي» الذي حط على سطح المريخ في آب (أغسطس) 2012، ويواصل سبر سطح الكوكب الأحمر وإجراء الدراسات وتحليل الصخور منذ ذلك الحين. لكن الروبوت الجديد سيكون أكثر تطوراً ومزوداً أجهزة تتيح له إجراء تحليل جيولوجي والتحديد القاطع لما إذا كان المريخ شهد فعلاً وجود أشكال من الحياة على سطحه. وسيختار العلماء المشرفون على تلك المهمة مجموعة من الصخور لدرسها، ومنها صخور سيحتفظ بها الروبوت لنقلها إلى الأرض في مهمات لاحقة. وقال جون غرانسفيلد أحد المسؤولين عن المهمات العلمية في «ناسا» إن «الروبوت الذي سيرسل إلى المريخ في عام 2020 سيكون مزوداً أجهزة علمية متقدمة، منها أجهزة كان تصميمها ثمرة تعاون دولي، ومن شأنه أن يسبر أغوار الماضي الغامض للكوكب الأحمر من خلال دراسته جيولوجياً». وأضاف: «ستتيح لنا هذه المهمة توسيع آفاق بحثنا عن الحياة في الكون، وتطوير مقدرات جديدة في تقنيات الاستكشاف». ومن فوائد المهمة أنها ستوسع معارف العلماء حول إمكان توليد الأوكسيجين من ثاني أوكسيد الكربون ليستفيد منه الرواد في المهمات المأهولة. وكذلك سيتعمق العلماء في فهم الأخطار التي قد يشكلها غبار سطح المريخ على رواد الفضاء الذين سيهبطون عليه. وقال وليام غرشتنماير المسؤول عن المهمات المأهولة في «ناسا»: «يحتوي كوكب المريخ على العناصر الضرورية التي يمكن استثمارها لتأمين بيئة مناسبة للحياة، وهو أمر قد يساعد في تقليص كميات المواد الضرورية للحياة اللازم نقلها مع المهمات المأهولة إلى سطح المريخ». ومن الأجهزة المتقدمة المقرر إرسالها مع الروبوت في عام 2020 كاميرا تعاونت على صنعها الولاياتالمتحدة وفرنسا، وستكون قادرة على تحليل التكوين الكيميائي للصخور من بُعد. وتبلغ نفقات المهمة 1,9 بليون دولار، ومن المقرر أن تطلق في تموز (يوليو) 2020 على أن يهبط الروبوت على سطح المريخ في شباط (فبراير) 2021.