تمكن الروبوت الأميركي «كوريوزيتي» الذي حط على سطح المريخ في الصيف الماضي من إثبات أن الكوكب الأحمر كان في ما مضى ملائماً لتشكل الحياة وتطورها على سطحه، لكن وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» ترغب في التقدم خطوة إضافية إلى الأمام محاولة جمع آثار تدل على أن الحياة قد وجدت فعلاً هناك. وهذا هو الهدف الذي أعلنته من مشروع تعتزم تنفيذه بحلول عام 2020. ويقول جون غرانسفيلد المسؤول عن وحدة العلوم في «ناسا»: «كان لدينا سؤالان أساسيان، الأول حول إمكانية أن يكون المريخ قد شكل في الماضي بيئة مناسبة للحياة، والسؤال الثاني هل كانت هناك فعلاً حياة على سطحه؟». ويضيف: «حتى الآن تمكن الروبوت كوريوزيتي من الإجابة عن السؤال الأول، وبتنا نعلم أن المريخ كان مناسباً لتشكل الحياة وتطورها على سطحه، يبقى الآن أن نجيب عن السؤال الثاني، هل يمكن العثور على آثار لحياة سابقة على سطح المريخ؟». وأتاح تحليل العينات الصخرية التي رفعها كوريوزيتي عن سطح المريخ الحصول على تأكيدات وأدلة حول أن سطح الكوكب كان قبل بلايين السنين ملائماً للحياة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن الحياة وجدت فعلاً. ويقول جاك ماسترد أستاذ علم طبقات الأرض والمشرف على الدراسات العلمية المخصصة لمواكبة مهمة «مارس 2020»: «لا نعرف إن كانت الحياة وجدت على سطح المريخ، لكننا سنبحث عن أي مؤشرات على أن الحياة مرت من هناك». وبما أن الروبوت كوريوزيتي، وإن كان اكثر الأجهزة تطوراً خارج كوكب الأرض، ليس مزوداً بأجهزة يمكنها رصد إشارات الحياة، فإن علماء ناسا قرروا الشروع في مهمة ثانية اطلقوا عليها اسم «مارس 2020»، وستكون استكمالاً للأبحاث الجارية الآن على سطح الكوكب الأحمر. وبموجب تلك المهمة، سترسل ناسا إلى المريخ روبوتاً جديداً بحلول عام 2020، سيستخدم المنصة ذات العجلات الست التي يستخدمها كوريوزيتي الآن، ومن شأن ذلك تخفيض التكاليف، لكنه سيكون مزوداً بأجهزة أخرى أكثر تطوراً من أجهزة كوريوزيتي. وستبدأ وكالة ناسا باستدراج عروض لتحدد بالضبط أي آلات سترسل في المهمة. ومن الأكيد أن ناسا ترغب في إرسال آلات بصرية متطورة من بينها مجهر يفيد في دراسة العينات وتحليلها وتخزينها في كبسولة صغيرة. وفي حال تمكن العلماء من جمع مؤشرات قوية إلى وجود حياة سابقة، فإن مهمة ثالثة ستنطلق حينها بهدف إعادة المسبار إلى الأرض.