تسارعت وتيرة الاتصالات لتطويق تردٍّ مفاجئ في العلاقات بين السعودية ومصر، بعدما أعلنت الرياض إغلاق سفارتها وقنصليتيها في مصر، واستدعاء سفيرها من هناك بغرض التشاور. وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس اتصالاً هاتفياً من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي، أعرب فيه عن أمله بأن تعيد السعودية النظر في قرارها. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن خادم الحرمين الشريفين أجابه بأنه سينظر في ذلك «خلال الأيام المقبلة وفقاً لظروف ومصلحة البلدين». وكانت علاقات البلدين تردّت أمس إلى وهدة غير مسبوقة بسبب ما تراه الرياض احتجاجات غير مبررة أمام سفارتها وقنصليتيها في مصر تطورت إلى محاولات اقتحام وتهديد أمن وسلامة منسوبيها من السعوديين والمصريين ورفع شعارات معادية. وأعلنت السعودية أمس (السبت) إغلاق سفارتها في القاهرة وقنصليتيها في الإسكندرية والسويس، واستدعاء سفيرها لدى مصر بغرض التشاور. وقال المستشار القانوني للسفارة السعودية في القاهرة محمد سامي جمال ل«الحياة» إن السفير السعودي أحمد قطان فوجئ أمس ببلاغ قدمه ضده إلى النائب العام المصري ناشط حقوقي يطالب فيه بمنع السفير من السفر ومحاكمته بتهمة إهانة الشعب المصري. وأضاف أن أربع دبابات وأربع مدرعات وقوات من الشرطة العسكرية يتولون حراسة السفارة حالياً. وقررت زوجة المحامي المصري أحمد الجيزاوي المحتجز في جدة بتهمة حيازة مخدرات الانضمام إلى المحتجين في تظاهرة اليوم أمام السفارة السعودية في القاهرة. وأعرب أقطاب الجالية المصرية في السعودية عن أسفهم لما وصل إليه تردي علاقات البلدين. وكان مصدر سعودي مسؤول ذكر - طبقاً لوكالة الأنباء السعودية أمس - أنه «نتيجة لمحاولة المظاهرات تعطيل عمل السفارة والقنصليتين عن القيام بواجباتها الديبلوماسية والقنصلية، ومن بينها تسهيل سفر العمالة المصرية والمعتمرين والزائرين إلى المملكة، قرّرت حكومة المملكة، استدعاء سفيرها للتشاور، وإغلاق سفارتها في القاهرة وقنصليتيها في كل من الإسكندرية والسويس. وأعربت الحكومة المصرية ليلاً عن أسفها ل«الحوادث الفردية» التي صدرت من بعض المواطنين ضد السفارة السعودية الشقيقة في القاهرة. وذكر بيان رسمي أصدره مجلس الوزراء، أن هذه الحوادث «لا تعبر إلا عن رأي من قاموا بها». واستنكرت الحكومة هذه «التصرفات غير المسؤولة وغير المحسوبة» التي تسيء إلى العلاقات المصرية - السعودية «عميقة الجذور عبر التاريخ». وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية أن رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي «أجرى اتصالات بالسلطات السعودية للعمل على رأب الصدع نتيجة القرار السعودي المفاجئ، باستدعاء السفير لدى مصر للتشاور وإغلاق سفارتها في القاهرة وقنصليتيها في الإسكندرية والسويس». وذكر بيان رسمي أن المشير طنطاوي تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو خلال لقائه مع رؤساء الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات المعنية بتشكيل اللجنة التأسيسية المنوط بها وضع الدستور الجديد للبلاد، إذ أبلغه بالإجراء السعودي، فقام المشير بإجراء الاتصال بالسلطات السعودية للعمل على احتواء الموقف في ضوء العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين». ولم يعطِ البيان المزيد من التفاصيل حول الاتصالات أو نتائجها. وأوضح المستشار القانوني للسفارة السعودية جمال أنه - على رغم سياسة ضبط النفس التي التزم بها السفير السعودي أحمد قطان - فوجئ صباح أمس ببلاغ مقدم ضده إلى النائب العام المصري من ناشط حقوقي يطالب فيه بمنعه من السفر، ومحاكمته بتهمة إهانة الشعب المصري. وأشار إلى أن صحيفة مصرية زعمت أول من أمس (الجمعة)، أن السفير السعودي «رجل مخابرات بدرجة سفير، وأنه رقم 3 في جهاز المخابرات السعودية. وقال إن ذلك يخالف الواقع والحقيقة. وأكد جمال أن السفارة ستلجأ إلى القضاء المصري لوقف مثل هذه المهاترات. وذكرت مصادر مصرية ل«الحياة»، أن رئيس المجلس العسكري المصري المشير محمد حسين طنطاوي أبدى أسفه في اتصال مع أحد مسؤولي السفارة السعودية في القاهرة على مغادرة السفير قطان، وأعرب عن تقديره للمملكة حكومة وشعباً، وأكد أن مقر السفارة والمباني التابعة لها في حماية القوات المسلحة المصرية، وأنه وجه شخصياً بمضاعفة عدد هذه القوات. المملكة تغلق سفارتها في مصر وتستدعي سفيرها ... رموز الجالية المصرية يستنكرون مقيمون مصريون في السعودية ل «الحياة»: «إهمال» القاهرة ضاعف المشكلة الحكومة المصرية تأسف