أحيا عمال لبنان امس، عيدهم باحتفالات نقابية وبيانات ومواقف، تداخلت فيها كلمات التهنئة بالمناسبة مع التلويح بتصعيد التحركات حتى تحقيق مطالب معيشية ملحّة. وهنأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان العمال بالعيد ونوه ب«عطاءاتهم وجهودهم وتضحياتهم في سبيل وطنهم وتأمين عيشهم الكريم بعرق جبينهم»، وتمنى «استمرار الاستقرار الامني والاقتصادي والسياسي ليستطيع الجميع مواصلة عملهم بعيداً من الاعباء والضغوط لمعيشية». وأعلن رئيس «الاتحاد العمالي العام» غسان غصن أن «مطالب العمال كثيرة وهي في عهدة الحكومة المقبلة، وفي يد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي».وفي احتفال الأول من أيار أكد غصن انه «إذا تضمن البيان الوزاري تصحيح الأجور وضبط الأسعار والتصدي للغلاء ومكافحة الغلاء فسنكون اول الداعمين وإذا لم يتضمن ذلك فسنذهب الى الشارع». وزاد: «إذا تضمن البيان الوزاري كلاماً من دون خطة إصلاح فنحن ذاهبون الى الشارع وندعو لمشاركتنا عيد العمال لاستكمال مسيرة التحرك من اجل قيام دولة فعلية». ونظم الحزب الشيوعي اللبناني تظاهرة شعبية تحت عنوان «الطبقة العاملة في قلب النضال الديموقراطي من اجل اسقاط النظام الطائفي وتوسيع السلم الاهلي». وانطلقت التظاهرة من امام مقر الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان - وطى المصيطبة ساحة جورج حاوي، في اتجاه السراي الكبيرة، ورأى الامين العام للحزب خالد حدادة في كلمة «ان مصلحتنا كعمال لبنانيين هي اسقاط هذا النظام الطائفي الذي لم يعط لبنان الا الويلات وتسهيل الاحتلال للعدو الصهيوني والتآمر الدائم على كل انواع المقاومة في لبنان والتسبب بالحروب الاهلية مرة كل عشر سنوات في السابق، واليوم يعيشنا النظام في حرب اهلية مستدامة كل يوم، وكل ساعة نضع يدنا على قلوبنا خوفاً من ان تتحول الى حرب اهلية يستخدم فيها السلاح». واعتبر «ان حركة الشباب لاسقاط النظام الطائفي باتت تساوي قدسية المقاومة، والحراك الشعبي والشبابي، لاسقاط النظام الطائفي مقدس كما هي المقاومة من اجل تحرير الارض ومواجهة العدوان الاسرائيلي». وأعلن حداده «ان موقف الحزب من اي حكومة سيكون متوقفاً على برنامجها الذي يجب ان يتضمن نقاطاً متلازمة، ومنها حق الشعب اللبناني في المقاومة وقانون انتخابي على اساس الدائرة الواحدة والنسبية الغاء القيد الطائفي وقانون للاحوال الشخصية يوحد بين اللبنانيين ويحدد معايير الانتماء الوطني المشترك. كما يتضمن خفض سعر البنزين عبر استعادة الدولة استيراد البنزين وتشغيل المصافي المعطلة، وبالتالي الغاء الرسوم ودعم البنزين لسائقي سيارات النقل». ونبه الى «انه اذا جاء البيان الوزاري خالياً من هذه البنود، فإن موقع الحزب الطبيعي هو معارضة النظام والنضال من اجل اسقاط هذا النظام وكل مكوناته». ووزع الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدين في لبنان بياناً رأى فيه «ان لا سبيل للخروج من هذه الازمات الا بالعودة الى جوهر هذا اليوم العظيم يوم وحدة الطبقة العاملة وتضامنها وتحررها واستقلالها وابتعادها عن الاصطفافات الطائفية والحزبية والمناطقية». وحيّا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن العمّال في يومهم العالمي، متمنياً «أن تنتقل البلاد إلى أوضاع أكثر أماناً وهدوءاً واستقراراً على كل فئات الشعب بشكل عام، وعلى العمّال بوجه الخصوص، كونُهم ملح الأرض الذين بهم تنهض أحوال البلاد والعباد إلى واقع أفضل». واعتبر «أن أهمّ ما يمكن تقديمه للعمّال في عيدهم هذا العام، وللّبنانيين بمجملهم، حكومة إنقاذ مُنتجة تمثّل المجتمع اللبناني بتنوّعه، وترفع شعار معالجة هموم المواطنين أولاً، ولا تكرّس تصنيفات في توزيع أبناء البلد الواحد إلى طوائف سيادية وأخرى غير سيادية، وتأخذُ على عاتقها معالجة كل الملفات العالقة بعيداً من منطق المناكفات والخلافات والتشفّي الذي عطّل البلاد وشلّها لفترة خلَت». ودعا الشيخ حسن في بيان الإدارات المعنية في الدولة ومؤسساتها الدستورية والتنفيذية وأرباب العمل إلى إعطاء العمّال كامل حقوقهم الانسانية والاجتماعية والمالية، وتحسين أوضاعهم بما يمكّنهم من الاستمرار في العيش الكريم اللائق وتأمين مستقبل عائلاتهم وأولادهم وضمان شيخوختهم، والمواظبة على تطوير قدراتهم لنقل المجالات التي يعملون بها إلى مستويات متقدمة متطورة تحاكي متطلبات العصر. كما حضّ العمّال على التوحّد حول قضاياهم المعيشية المحقّة وعلى منع أي تفاصيل سياسية أو غيرها من التغلغل إلى جوهر مطالباتهم وإفسادها». ووجهت اللجنة المركزية للاساتذة المتعاقدين في التعليم الثانوي الرسمي تحية في بيان «إلى جميع العمال اللبنانيين سواء كانوا اساتذة أم عمالاً للتضحيات والآلام والصعاب التي يعيشون ولا يزالون في ظل سلطة انتفت عنها كل مقومات وحيثيات السلطة ولم يبق لها إلا الأسمال البالية، فتركت المواطن والمعلم والعامل لتسلط وجشع وانتهازية السماسرة والمتملقين والزعامات التي لم يعد لها عمل إلا ابتداع الضرائب وتعبئة جيوبها وجيوب أبنائها، وهي ماضية في نهبها واحتكارها حتى لو كلفها ذلك حرق الشعب اللبناني بأكمله». ورأت اللجنة انه «آن الأوان للنزول إلى الشوارع والاعتصامات المفتوحة أمام الوزارات لدفعها الى إلغاء كل الرسوم والضرائب عن كل السلع والضرورية، وأولها البنزين وجميع المشتقات النفطية والدواء والخبز والميكانيك والكهرباء ومجانية التعليم».