أطلقت محكمة إسرائيلية في القدسالمحتلة أمس سيدة من اليهود المتدينين المتطرفين (الحرديم) كانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلتها قبل أيام بشبهة التنكيل بطفلها ابن السنوات الثلاث. وأمرت المحكمة بإبقاء الأم قيد الاعتقال المنزلي في منزل أحد الحاخامات لسبعة ايام، رافضة طلب الشرطة تمديد اعتقالها خمسة أيام أخرى ثم نقلها للاعتقال المنزلي حتى الانتهاء من الإجراءات القانونية. وكان نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان تدخل شخصياً حين أبلغ المحكمة استعداده لأن تقضي الأم أيام الحبس المنزلي في بيته، واستعداده لكفالتها شخصياً. وجاء القرار بعد ساعات على تهديدات أطلقها ذوو المعتقلة بأنه في حال لم يتم الإفراج عنها، فإن أعمال الاحتجاج ستندلع خارج حدود القدس وفي كل المواقع التي يقطنها «الحرديم». ويحتج المتظاهرون على ما يعتبرونه توقيفاً «غير عادل» للأم التي يشتبه في انها تسيء معاملة طفلها، ويعتبرون انهم اصبحوا ضحايا لحملة تشويه ترفع الشعارات التي رفعت ضد اليهود في القرون الوسطى. كما يحتج المتظاهرون الذين ينتمون تحديداً الى المجموعة المتطرفة «تولدوت هارون» على قرار رئيس بلدية القدس نير بركات ذي الخلفية العلمانية بفتح ابواب موقف سيارات قريب من المدينة القديمة التي يقصدها حالياً السياح والزوار، في ايام السبت. ويعتبر اليهود المتطرفون ان هذا الإجراء يلغي الصفة الدينية ليوم السبت الذي يشكل يوم الراحة الأسبوعية المقدس لدى اليهود، لأنه يشجع حركة السيارات وفتح المتاجر اليهودية. اعتقالات وإصابات وكانت أعمال العنف تواصلت ليل الخميس - الجمعة وصباح أمس، ورشق آلاف المتظاهرين «الحرديم» الشرطة بالحجارة، فيما لجأت هذه إلى خراطيم المياه وعناصر من الخيالة لتفريق المتظاهرين. وأعلنت الشرطة إصابة 18 من أفرادها خلال المواجهات وعدد آخر من المتظاهرين، مشيرة الى توقيف أكثر من 50 منهم وإبقاء 34 قيد الاعتقال. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية انها نشرت صباح امس تعزيزات في القدسالغربية تحسباً لتظاهرات جديدة للمتطرفين اليهود. وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد لوكالة «فرانس برس»: «تم نشر مئات من عناصر الأمن بينهم عناصر من حرس الحدود في القدس لمواجهة اعمال عنف جديدة (محتملة) للمتطرفين». ودعا وزير الأمن الداخلي يتسحاك اهرونوفيتش صباح أمس زعماء التيارات المتشددة من «الحرديم» الى وضع حد «لمظاهر العنف»، وقال إنه لن يسمح بالاعتداء على أفراد الشرطة «التي ستتعامل مع المشاغبين بقبضة من حديد، وستستنفد كل الإجراءات القضائية مع المخالفين للقانون». وأعلن رئيس الكنيست رؤوفين ريبلين عن عقد جلسة استثنائية للكنيست بكامل هيئته الأسبوع المقبل لمناقشة الأحداث الأخيرة في القدس، وقال: «لا يمكن تجاهل تصاعد الصراعات في المدينة، ويجب إجراء نقاش عاجل في شأن هذه الأحداث».