دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - شهدت محافظة دير الزور السورية اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومنشقين أمس، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى غالبيتهم من الجنود. وتزامن مع التصعيد في دير الزور، تواصل أعمال العنف في مدن سورية عدة من بينها إدلب وحماة وريف دمشق. وقال ناشطون وسكان إن قوات الأمن واصلت المداهمات والاعتقالات ضد الناشطين في دمشق وريفها، مشيرين إلى توترات شديدة خاصة في حي الميدان في دمشق الذي شهد تظاهرات ليلية متواصلة، وإحراق إطارات السيارات في بعض شوارع الحي لمنع قوات الأمن من التوغل فيه. كما قتل رجل في قطنا بريف العاصمة بإطلاق نار. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن دير الزور (شرق) شهدت تصعيداً أمنياً ودارت اشتباكات عنيفة قرب قاعدة عسكرية بدير الزور بين القوات الحكومية ومعارضين منشقين، وإن نحو 12 جندياً سورياً قتلوا خلال المواجهات. وتابع المرصد في بيان «قتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من القوات النظامية السورية إثر اشتباكات عنيفة في منطقة البصيرة بين مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة والقوات النظامية السورية». وأشار إلى استمرار الاشتباكات التي «تستخدم فيها القوات النظامية القذائف والرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح»، إضافة إلى تدمير مبانٍ. أما في ريف دمشق، فقتل رجل يبلغ من العمر ثمانين عاماً في مدينة قطنا فجر أمس إثر إطلاق الرصاص عليه من حافلة صغيرة، وفق المرصد السوري. وفي محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن في قرية الحويجة في سهل الغاب في قصف من القوات النظامية. وفي محافظة حمص، قتل جنديان إثر إطلاق الرصاص عليهما من القوات النظامية التي انشقا عنها في مدينة تدمر. كما قتل مواطنان برصاص القوات النظامية السورية في حي البياضة في مدينة حمص. كما تواصلت الاشتباكات والمواجهات العنيفة في إدلب وريفها. وقال المرصد إن القوات النظامية داهمت قرى في إدلب بحثاً عن أفراد الجماعات التي تقاتل القوات الحكومية منذ أشهر. وقال الناشط طارق عبدالحق في منطقة الحدود السورية التركية إن 35 شخصاً أصيبوا ونقل بعضهم لمسافة 25 كيلومتراً عبر الممرات الجبلية الوعرة لتلقي العلاج اللازم في مخيمات لاجئين منتشرة على الحدود. وتابع «نقل بعضهم عبر الحدود من دون علم أحد إلى تركيا. اضطر البعض إلى نقل الجرحى وعبور الجبال لتجنب نقاط التفتيش على الطريق. مات أحدهم على الطريق وعمره 19 عاماً وكانت إصاباته خطيرة». إلى ذلك، تبنت «جبهة النصرة» الإسلامية التي سبق لها أن أعلنت مسؤوليتها عن عمليات تفجير سابقة، تبنت أمس انفجاراً وقع في دمشق الأسبوع الماضي وتسبب بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح. وقال البيان «قامت إحدى السرايا الأمنية لجبهة النصرة في 24 نيسان (أبريل) برصد سيارة تابعة لجيش النظام الأسدي وإلصاق عبوة متفجرة بها ثم تعقبها حتى وصولها إلى مبنى ما يعرف بالمستشارية الثقافية الإيرانية... في ساحة المرجة في وسط دمشق». وتابع أنه تم تفجير السيارة «هناك في عملية أصابت هدفين في آن... إعلاناً منا أننا قادرون على الوصول إلى حيث نشاء - بأمر الله جل وعلا - بطرق مختلفة لا يتوقعها النظام الطاغوتي وأعوانه وحلفاؤهم». ووصف البيان الموقع من «جبهة النصرة لأهل الشام» المركز الإيراني بأنه «طليعة استخبارات النظام الإيراني في كل بلد». وأكدت المجموعة استمرار عملياتها «في كل مكان حتى دحر أعداء دين الله ورفع راية الإسلام على أرض الشام». وكانت المجموعة نفسها التي لم تكن معروفة قبل الاضطرابات في سورية تبنت في أشرطة فيديو وبيانات منشورة على مواقع إلكترونية إسلامية، عمليات تفجير في دمشق وحلب، أبرزها انفجاران استهدفا في 17 آذار (مارس) مركزين أمنيين في دمشق وتسببا بمقتل 27 شخصاً وفق السلطات، وانفجار في السادس من كانون الثاني (يناير) في دمشق أدى إلى مقتل 26 شخصاً، وانفجار في حي الميدان في دمشق في 27 نيسان أودى بحياة أحد عشر شخصاً، إضافة إلى تفجيرين في حلب في 12 شباط (فبراير) قتل فيهما 28 شخصاً. وانفجرت عبوة ناسفة في سيارة في حي المرجة في وسط العاصمة السورية قبل أسبوع تسببت بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح. وتستمر أعمال العنف في سورية على رغم وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان وعلى رغم وجود فريق مراقبين بتفويض من مجلس الأمن الدولي للتحقق من وقف النار. وسقط 27 قتيلاً أول من أمس بينهم عشرون في انفجارين استهدفا مقرين أمنيين في مدينة إدلب. وتتبادل المعارضة والسلطات الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.