أصيبت 26 طالبة بالاختناق صباح أمس إثر حريق شبَّ، في مدرسة ثانوية في الدمام، يُرجح أن يكون سببه التماساً كهربائياً. وأدى تصاعد الدخان إلى إخلاء 610 طالبات من المدرسة الثانوية الثامنة للبنات الواقعة في حي طلال شرق الدمام. كما تم فصل التيار الكهربائي عن المتوسطة ال32 المجاورة للثانوية الثامنة، كإجراء «احترازي». وكشفت بيانات صادرة أمس، عن الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، والمديرية العامة للشؤون الصحية والمديرية العامة للدفاع المدني، (تلقت «الحياة» نسخاً منها)، عن تناقض في عدد الطالبات المصابات، ففيما قدَّرت «التربية» عددهن ب21 طالبة، ذكرت «الصحة» أنهن 24 طالبة، ورفعت «الدفاع المدني» العدد إلى 26 مصابة. وتبدو «صحة الشرقية» الأقرب إلى الدقة، إذ فصلت في أسماء المواقع التي تلقت فيها المصابات العلاج، وهي: 14 حالة في مستشفى تداوي العام (خاص) الأقرب للمجمع المدرسي، وسبع حالات في مجمع الدمام الطبي، وحالتان في مستشفى الروضة العام (خاص)، وحالة واحدة تم علاجها في الموقع. وأبانت أن جميع المصابات خرجن من المستشفيات «بعد الاطمئنان عليهن». وقال الناطق الإعلامي في «صحة الشرقية» طارق الغامدي، في تصريح صحافي: «تلقت إدارة الطوارئ والأزمات في «صحة الشرقية» في الثامنة و23 دقيقة من صباح اليوم الاثنين (أمس)، بلاغاً عن وجود حريق في مجمع مدارس بنات في حي طلال في الدمام (الابتدائية الثانية، والمتوسطة ال32، والثانوية الثامنة للبنات)». وأبان الغامدي، أنه تم «التعامل معها وفق الأعراف الطبية المُتبعة في مثل هذه الحالات. كما تم التنسيق مع الجهات المعنية، مثل الهلال الأحمر والدفاع المدني، ومنشآت صحية حكومية وخاصة، للاستعانة بأطقمها الطبية. وتم نقل بعض الحالات إليها، إضافة إلى الاستعانة بطاقم مركز حي البديع المجاور للموقع»، مضيفاً «بلغ مجموع عدد المصابات 24 طالبة، وكانت الإصابات بسيطة، بسبب الخوف والهلع، إذ نتج عنها صعوبة في التنفس. ونُقلن إلى منشآت صحية قريبة». فيما قال مدير العلاقات العامة والإعلام في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد، في بيان صحافي، أصدرته إدارته: «إن حريقاً اندلع في الثامنة من صباح اليوم الاثنين (أمس)، في الفناء الخارجي الخلفي للمدرسة، وجرى فور رنين جرس الإنذار تطبيق خطّة الإخلاء في أقل من خمس دقائق. كما تمّ الاتصال في فرق الدّفاع المدني، لمباشرة الموقع. وقامت الفرق بإخماد الحريق في أقل من نصف ساعة. كما حضرت خمس سيارات إسعاف. وتمَّ نقل 21 حالة إلى المستشفيات والمستوصفات في الدمام، بسبب الهلع والذعر والخوف الذي ساد بين الطالبات» مبيناً أن «جميع الحالات غادرت المستشفى». ولفت الحماد، إلى تواجد مديرة مكتب التربية والتعليم في شرق الدمام هند الهاشم، في الموقع، فور تلقّي البلاغ، «لمساعدة إدارة المدرسة، والاطمئنان على سلامة الطالبات. كما تم التواصل مع مدير إدارة الصيانة، للوقوف على الوضع، واتخاذ اللازم ومتابعة ذلك»، مشيراً إلى متابعة المدير العام للتربية والتعليم في الشرقية الدكتور عبد الرحمن المديرس، «بالتواصل مع إدارة المكتب والمدرسة، للاطمئنان على الطالبات. ووجه بتأمين سلامة الطالبات، وإجراء التحقيق لمعرفة أسباب الحريق». بدوره، قال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد علي القحطاني: «إن غرفة العمليات الرئيسة تلقت صباح اليوم (أمس)، بلاغاً يفيد بوقوع حريق في مدرسة ثانوية للبنات في حي طلال. وتبين بعد مباشرة فرق الإنقاذ والإطفاء موقع الحادثة، أن الحريق شب في مجموعة من الحشائش والمخلفات في فناء المدرسة، على مساحة تقدر بنحو 150 متراً مربعاً». وأبان القحطاني، في تصريح صحافي، أنه تم «إخماد الحريق، وإسعاف 26 طالبة، أصبْن بحال من الخوف والهلع، وتم نقلهن إلى المستشفيات المجاورة، وخرجن بعد تلقي العلاج اللازم في حينه. فيما لا تزال التحقيقات جارية، لمعرفة مسببات الحادثة». ... وأمهات يرافقن بناتهن في سيارات الإسعاف