أكدت الشاعرة والكاتبة سعدية مفرح أن التعايش مع الفكر الأصولي سيكون صعباً، مشيرة إلى أن الفكر الأصولي هو الفكر «المتطرف»: وأنا أرفض الفكر المتطرف ليس التطرف الديني، ولكن كل فكر متطرف ينبذ الآخر. وهذا التطرف يجعل العالم في بوتقتين متضادتين، ومثال هذه الفكرة، أسامة بن لادن، وجورج دبليو بوش، فالأول يقول إن العالم تحول إلى فسطاطين، فسطاط إيمان وفسطاط كفر، والثاني يقول العالم انقسم إلى معسكر خير ومعسكر شر. إذن، فكران متضادان، كلاهما متطرف، إما تطرف ديني، أو تطرف معادٍ للدين». وتنظر سعدية مفرح بتفاؤل إلى الربيع العربي، وقالت إنها فرحت به، «بغض النظر عن نتائجه، فهو لا يزال في البداية. فسنة واحدة ليست كافية للتقويم، فهي تعتبر لمحة في عمر الشعوب؛ إذ الحكم لا يزال باكراً. وهنا أرد على المتشائمين الذين يرون أن الشباب لم يحققوا عبر هذا الربيع النتائج المرجوة، وكيف لهم ذلك ونحن ما زلنا نعيش إرهاصات هذا الربيع الذي لم يكتمل بعد. وأود أن أقول إن أجمل ما في هذا الربيع هو رد الاعتبار لهذا الأمة، وأنها تستطيع أن تتحرك، وبغض النظر عن هذا التحرك، فإن كل حركة هي أجمل من السكون». وحول رأيها عن المثقف خلال الربيع العربي، أوضحت أن كثيراً من المثقفين التقليديين، «وأعني هنا بالتقليديين من اكتفوا بالتنظير ولم يخوضوا في هم الشارع، تفاجئوا بهذا الربيع، إذ أخذوا على حين غرة، فمنهم من ركبوا الموجة، ومنهم من شاركوا هذا الربيع وهم القلة. وفي الوقت نفسه لا ننسى دور عدد من المثقفين في تهيئة أجواء التغير عبر أدواتهم البسيطة، مبشرة بإرهاصات ما سيحدث فيما بعد».