باشرت القوات الإسرائيلية امس، بناء جدار فاصل بين مستعمرة المطلة وبلدة كفركلا اللبنانية، بارتفاع عشرة امتار وعلى امتداد كيلومترين من المطلة حتى مستعمرة مسكافعام المقابلة لعديسة، وذلك، بإشراف المراقبين الدوليين وفريق الارتباط الدولي لمنع اي احتكاك بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، على ان ينتهي العمل من المرحلة الأولى للجدار في غضون شهرين. ويخطط الجيش الإسرائيلي لأن يشمل الجدار نصب معدات رقابة حديثة تضمن لإسرائيل مواصلة السيطرة على الوضع الأمني للحدود ومراقبة ما يحدث في المناطق اللبنانية المحاذية، على حد قول ضابط في قيادة الشمال للجيش الإسرائيلي. وبدأت عملية بناء الجدار وسط استنفار عسكري للقوات الإسرائيلية وآلياتها التي نفذت انتشاراً واسعاً مقابل بوابة فاطمة وداخل موقع رياق الإسرائيلي المقابل لبلدة كفركلا وفي البساتين الإسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية، وبدأت ورشة مؤلفة من حفارتي بوكلين و3 جرافات تحميها قوة مدرعة من 5 سيارات «هامر» ونحو 50 جندياً ومهندساً، عملية الحفر، فيما عمل الجنود على فك الشريطين الشائك والإلكتروني على الحدود. وتزامناً، قامت حفارة إسرائيلية بمؤازرة سيارتي هامر عسكريتين بشق طريق في داخل مزارع شبعا إلى المواقع الإسرائيلية في فشكول حتى مدخل المزارع في عين التينة. وترافق ذلك مع تحليق لطائرات إسرائيلية فوق المزارع وامتداداً من العرقوب حتى مرجعيون وصولاً إلى بنت جبيل وحاصبيا. الجانب اللبناني وكانت العملية اعد لها في اجتماع استثنائي عقد الأسبوع الماضي بدعوة من قائد قوات «يونيفيل» الجنرال باولو سييرا في رأس الناقورة جمع فيه ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي وجرى البحث في مسألة شق طريق من الناحية الإسرائيلية في مزارع شبعا. وقابل ذلك على الجانب اللبناني، استنفار لقوات «يونيفل» والجيش اللبناني اللذين نفذا انتشاراً امنياً واسعاً على بوابة فاطمة التي رفعت عليها القوات الدولية شباكاً حديدياً حاجباً للرؤية بطول مئة متر وارتفاع مترين لمنع الاحتكاك مع جنود العدو اثناء قيامهم بعمليات الحفر للجدار. وأكدت مصادر امنية لبنانية لوكالة «الأنباء المركزية «ان القوات الدولية اتخذت ما يلزم من اجراءات عالية الوتيرة لنزع فتيل اي توتر ينجم عن الأعمال الإسرائيلية، وإن الموقف اللبناني كان واضحاً بتشديده على ان اي خلل من قبل إسرائيل او حرف الجدار عن مساره سنتمتراً واحداً نحو الأراضي اللبنانية سيكون الجيش له بالمرصاد ولن يتهاون بحبة تراب لبنانية واحدة. وأوضحت المصادر ان «فريقاً طبوغرافياً للجيش اللبناني عاين الحدود وقام بعملية مسح لها بواسطة جهاز جي بي ار سي برفقة دورية ل «يونيفل». وكانت الوحدتان الإسبانية والبرتغالية في «يونيفيل» بادرتا منذ الأحد الماضي الى التمهيد لوضع عوازل على بوابة فاطمة بمؤازرة الجيش اللبناني، واتبعتا ذلك برفع شريط بلاستيكي ملون لحجب الرؤية وبارتفاع مترين. الجانب الإسرائيلي ويعتبر الجيش الإسرائيلي «انتشار الجيش اللبناني ودورياته على طول الحدود المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية واحداً من سببين لبناء جدار المطلة، فيما شكل «حزب الله» الخطر الأكبر على امن سكان الشمال بسبب انتشار عناصره في المناطق المحاذية للحدود متقمصين شخصيات الرعاة وملابس مدنية اضافة الى تعرض الإسرائيليين ومزارعي المستوطنات لرمي حجارة من قبل اللبنانيين، على حد قول الإسرائيليين». واستبعد رئيس بلدة المطلة هرتسل بوكر ان يضمن الجدار «امن بلدات مناطق الحدود». وادعى ان «حزب الله» يشكل «الخطر الأكبر على سكان بلدته، فعناصر الحزب منتشرون في المناطق المحاذية للحدود، احياناً يتجولون بملابس مدنية وأحياناً اخرى يتقمصون شخصية رعاة لمراقبة تحركات الجيش والإسرائيليين في المنطقة، وإن السيناريوات التي يتحسب الجيش لها هي تسلل «حزب الله» السريع الى المطلة، لذلك من غير المؤكد أن يضمن الجدار امن السكان».