نجح فريق بحثي في تتبع مسار طيور الحبارى التي انطلقت من شمال السعودية ووصلت إلى كازاخستان في بداية نيسان (أبريل) الجاري في رحلة قطعت خلالها 3 آلاف كيلو متر. وذكرت الهيئة السعودية للحياة الفطرية في بيان أمس، أن الأقمار الصناعية رصدت في الثاني من شهر أبريل الجاري تحركات طيور الحبارى الآسيوية ووصولها إلى كازاخستان بعد أن قطعت نحو 3 آلاف كيلومتر من مكان إطلاقها في شمال السعودية، مشيرة إلى أن أطول مسافة قطعتها الحبارى بلغت 526 كيلومتراً خلال يومين. وأضافت أن فريقاً بحثياً متخصصاً من المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف التابع للهيئة السعودية للحياة الفطرية أطلق ثلاثة من طيور الحبارى البرية، بعد أن ثبتوا أجهزة المتابعة الفضائية عليها بهدف درس سلوكها ومعرفة مسار هجرتها خلال موسم الهجرة بعد أن تقضي فصل الشتاء ومطلع الربيع في أراضي المملكة، مشيرة إلى أن الطيور عبرت خلال رحلة العودة أربع دول مارة بالعراق وإيران وتركمانستان وصولاً إلى مواقع تفريخها في كازاخستان في وسط آسيا. وأوضح رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود بن محمد أن هذه الدراسة جزء من استراتيجية المحافظة على طيور الحبارى المهددة بالانقراض التي تخضع لإجراءات حماية خاصة في اتفاق المحافظة على الأنواع المهاجرة (معاهدة بون) التي وقعت عليها المملكة، وستساعد نتائج الدراسة في تفعيل إجراءات الحماية الدولية لها. وذكر أن هذه الدراسة تأتي ضمن استراتيجية المحافظة على الحبارى الآسيوية في المملكة واستكمالاً لبرامج إكثارها وإعادة توطينها في المحميات الطبيعية والتي ينفذها المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف. وعبّر عن شكره لسليمان بن عاشق اللحاوي الشراري لإهدائه «الهيئة» ثلاثة من طيور الحبارى البرية، كما وجه الشكر للمركز الوطني لأبحاث الطيور والصندوق الدولي لدراسات الحبارى في أبوظبي، اللذين تعاونا مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية في هذا المشروع. يذكر أن مشروع إكثار وإعادة توطين طيور الحبارى في المملكة يعد الأول على مستوى العالم حين انطلق عام 1986، إذ نجح المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف في إعادة توطين الحبارى في محمية محازة الصيد ومحمية سجا وأم الرمث.